فساد
النظام الرسمي العربى
د
. أحمد العارف
العرب فى
أزمة لم يسبق لها مثيل .. هذا هو
الوصف والحكم الذى يقرره الصحفيون والكتاب العرب عندما
تتراءى أمامهم صورة بائسة للزمن
العربى الردئ .
وكأنى بهؤلاء يختصرون كل الزمن
العربى والحال العربى فى موقف
او وضع راهن او حال
ة ليقرروا بيأس كامل ان هذه
ألازمة او النكبة لا سابق لها .
ان هذا يعنى فيما يعنيه ان هذه
الأمة او ان المعبرين عنها لا
ذاكرة لهم ، لكن المشكلة الكبرى
هى ان هؤلاء وغيرهم وممن سواهم
من أولئك الذين لا يجيدون الا
النحيب والعويل ، ان هؤلاء
يتعامون عن التاريخ العربى
المعاصر ، والفكر العربى حديثه
ومعاصره ملئ بهذه المواقف
والنكبات والأزمات وفى كل مرحلة
نجد انقساما واضحا بين هؤلاء
وغيرهم من القوى الحية المناضلة
من هذه الأمة العربية الذين
يطلقون جرس الإنذار منبهين لا
الى الخطر فحسب بل أيضا محددين
الطريق المؤدى لمواجهته
، لكن النكبة الحقيقية هى ان
الذين بيدهم مقاليد الحكم فى
هذه الأمة لا مجال لديهم للقبول
بأي أسلوب يهدد أوضاعهم
وامتيازاتهم لذلك فهم لا يرحبون
الا بالصارخين والمعولين ،
رافضين كل دعوة للصمود والوحدة
والمقاومة أليس هذا هو حال
النظام الرسمى العربى الذى سجل
فى تاريخ الخيانات أروع الملاحم
وأشهرها .
إنهم يبيعون القضية فى الخفاء
ويتباكون عليها فى المؤتمرات ..
وعندما يرتفع صوت ما محذرا او
كاشفا لا يجد هؤلاء من وسيلة
للدفاع او للتستر على خيانتهم
وعجزهم إلا الهجوم بكل وقاحة
على قيم هذه الأمة وأبطالها .
لا نقول هذا دفاعا عن أحد ولكن
الحق أولى ان يتبع ولا شك ان
تاريخ هذه الأمة ومثلما يذكر
المواقف المشرفة لبعض او لنفر
قليل من قادتها سيذكر دائما
خيانات وعمالات وتراجعات
الغالبية من رجال السياسة او
الصحافة او الفكر الذين سلبوا
هذه الأمة مصيرها ويحاولون
إفساد فكرها وعقلها واللعب بما
للكرامة عندها من مكانة .
وبعد ..
أليس
النظام العربى فاسدا حتى العظم
أم هل تنسى هذه الأمة خيانات
الامس القريب وتسمح لمن قام بها
ان ينصب نفسه على القيم
والمقدسات والقضايا القومية
ويرمى رداء جريمته على الآخرين .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|