مذبحـة
هـنانـو
خالد
الأحمد*
ركزت
الطليعة المقاتلة جهودها في حلب
، ثم حماة ، وذات يـوم من أواخر
(1979) وأوائل (1980) صارت الطليعة
توزع مجلة (النذير ) علناً في
الشـارع الحلبي ، وسيارة الأمن
العسكري تراقب وترى ، ولاتجرؤ
على منـع أفراد الطليعة من ذلك .
وحسـب
نصيحة خبراء الجريمة السوفييت
الذين استقدمهم نظام الأقلية في
سوريا ، وخلاصتها أن هؤلاء
الخبثاء السوفييت نصحوا نظام
الأقلية في سوريا بتنفيذ (المذابح
الجماعية ) التي ترهب الشعب ،
لأن معظم الشعب ضـد النظام ،
ويتمنى زوالـه ، وأدرك النظام
أن معظم الشعب ضـده ، لذلك قـرر
أن ينتقم من الشعب ، من معظم
الشعب ، بشتى أديانه ، مسلمين
ومسيحيين ، ريف ومدينة ، المهم
يجبر الشعب على الرضوخ لحكم
الأقلية ، ولاستبداد أسرة
الأسـد . واتخذ القرار في أعلى
المستويات بأن يقتل الجيش
العقائدي ( 50 ـ 100) مواطن في الحي
الذي تقتل الطليعة فيه عنصراً
واحداً فقط من أزلام النظام .
ولهذا
قام نظام الأقلية بعدة مذابح
جماعية ، في حلب ، وحماة ، وجسر
الشغور ، وجبل الزاوية ، وغيرها
، وكان لحلب نصيبها من هذه
المذابح ، منها مجزرة هـنانـو
يوم العيد ، نسبة إلى المقبرة
التي وقعت فيها المذبحة ، حيث
تضم قبر المجاهد السوري إبراهيم
هنانو ، الذي قاد الثورة
السورية ضد الفرنسيين
، وتسمى أيضاً مجزرة
المشارقة نسبة إلى الحـي .
والمميز
لهذه المجزرة أنها صباح يوم عيد
الفطر لعام 1400هـ الموافق ( 11/8/1980) ، في اليوم الذي يزور فيه
المسلمون أقاربهم يتفقدون
أحوالهم ، كانت هذه المجزرة
لإرهاب الشعب العربي السوري ،
وإجباره على الخضوع لنظام
الأقلية .
وربمـا
اغتالت الطليعة المقاتلة
عنصراً من مخبري الأمن في حي
المشارقة ، وعملاً بنصيحة
الخبراء السوفييت قام جنود
الوحدات الخاصة ، بقيادة العميد
شفيق فياض ، الذي كلف بإخضاع حلب
، قامت هذه العناصر صبيحة يوم
عيد الفطر ، بجمع عدد من أهالي
حي المشارقة عشوائياً ، دون
معرفة أسمائهم ولا انتماءاتهم
السياسية أو الدينية ، المهم
أنهم من حي المشارقة ،
واقتادوهم إلى مقبرة هنانو، حيث
فتح جنود الوحدات الخاصة النار
من اسلحتهم الرشاشة التي
اشتراها الشعب السوري من ثمن
طعامه وشرابه ليحرر بها الجولان
ـ كما يظن الشعب ـ ، وإذ بالجيش
العقائدي يقتل بها الشعب الذي
دفع ثمنها ليحرر بها أرضـه .
ســقط
على الفـور ( 83) مواطناً بريئاً
يرحمهم الله تعالى ، وجرح مئات
آخرون ، وكان من القتلى الدكتور
عبد الرزاق عرعور الأستاذ في
كلية الهندسة بحلب ، وهو بعثـي .
كما قتل عدد من موظفي الحكومة
الموالين لها . كيف يقتل هؤلاء !!؟؟
والجواب بسيط جداً ، وهو أن
الجيش العقائدي قتلهم لسبب واحد
فقط ، وهو أنهم من حي المشارقة ،
حيث اغتيل عنصر واحد فقط من
مخبري السلطة . وهكذا نصحهم
الخبثاء السوفييت .
ثم حفرت
قوات الجيش العقائدي بالجرافات
التي كان المفروض أن تفتح بها
ثغرات للهجوم على خنادق
الصهاينة الذين احتلوا الجولان
، بدلاً من ذلك استخدم الجيش
العقائدي هذه الجرافات في حفر
خنادق يدفن فيها المواطنون
الأبرياء الذين قتلوا ولم
يسألوا عن أسمائهم . حفرت
الجرافات خندقاً في مقبرة هنانو
، وطمرت جثث الأبرياء في هذا
الخندق . وهكذا فعلت عدة مرات
في مجازر حماة الفرعية .
ومما
يجدر ذكره أن ذلك كله يجري بمرأى
من الأقمار الصناعية الأميركية
، وبرضى أمريكي التي تدعي أنها
تحارب الإرهاب ، لأن القتلى من
المسلمين ، ولأن أمريكا تساند
الطغاة المستبدين إذا حققوا
أطماع الصهاينة في العالم
العربي ، وهكذا يفعل نظام
الأقلية في سوريا .
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|