الحرب
على الإرهاب ..
أم
نشر
الإرهاب .. يا بوش
صالح
العريضى
أعلنت الولايات
المتحدة الأمريكية الحرب على
الإرهاب ، ومنحت نفسها الحق في
محاربة ومطاردة كل من لا يعجبها
في كل مكان من العالم . ومنذ ما
يزيد على ثلاث السنوات وهذه
الدولة تعيث في العالم فسادا من
دون أن ترعوي أو تخجل ، أو تتحرك
المشاعر الإنسانية في نفوس
حكامها الذين استمرؤوا لعبة
تدمير الشعوب والسيطرة على
مقدراتها وثرواتها ، وأعجبتهم
صور الأشلاء والدماء المتناثرة
في الشوارع والبيوت ، وأفواج
اللاجئين وهم ينزحون من مكان
إلى آخر .
في أفغانستان تم
قتل وجرح وتشريد الملايين من
الأبرياء العزل ، وتدمير بيوتهم
ومدارسهم ومزارعهم ودور
العبادة لديهم . ودُفع الكثير من
أولئك الأبرياء قسرا إلى حمل
السلاح ليدافعوا عن بيوتهم
وأولادهم . فلم تفلح آلة الدمار
الأمريكية المتطورة في إبادتهم
أو تركيعهم أو فرض الإرادة
الأمريكية عليهم .
في فلسطين كان
المشهد أسوأ بكثير مما كان عليه
في أفغانستان . فالقتل والتشريد
يتم بدم بارد وبتخطيط منظم يهدف
إلى تفريغ الأرض من سكانها عن
طريق الإبادة الجماعية لتبقى
أرض من دون شعب .
وفي العراق كان
لإنتهاك حقوق الإنسان وتدمير
البشر والأرض والتاريخ غاية في
نفوس الغزاة ، هي الإنتقام
والإذلال في أبشع صورة عرفها
التاريخ . فهل نجح الغزاة في
تدمير الإرهاب ؟ .
بعد أكثر من ثلاث
سنوات من الحرب على الإرهاب
واستخدام الدولة العظمى
الوحيدة في العالم لكل ما لديها
من أسلحة ممنوعة ومسموحة ،
ولأحدث تقنيات الإتصالات
والتجسس والتنصت ، ولأحدث ما
وصل إليه العلم في الحرب
النفسية ودراسة تاريخ وسلوك
الشعوب ، ما يزال المقاتلون
يرهبون الدولة العظمى ويشلون
حركة مطاراتها ومؤسساتها
المدنية والعسكرية المختلفة .
وما يزال المقاتلون يشكلون شوكة
في حلق الرئيس الأمريكي شخصيا
لأنه فشل في القضاء على الإرهاب
.
ورب سائل يسأل ،
لماذا فشل بوش في حربه على
الإرهاب ؟ .
والجواب بسيط
ويعرفه حتى الرجل العادي . لأن
سياسة الانتقام والعنف
والعربدة العسكرية غير
المحسوبة ، والخلط بين الأبرياء
والمذنبين في العقاب ، والكيل
بمكيالين في السياسة الخارجية ،
وتحقير وتهميش الشعوب ، وسلب
ونهب ثرواتها ، وفرض الهيمنة
عليها جعل الملايين من الشباب
في كل مكان من العالم يساندون
أعداء أمريكا ويدعمونهم
بالأرواح والمال والسلاح .
فما هي النتيجة
التي وصل إليها العالم اليوم ؟
الإرهاب يزداد
والحرب على الإرهاب تحرق ثروات
دافعي الضرائب في أمريكا
وبريطانيا وتحصد أرواح الآلاف
من البشر في العالم أجمع .
فيالها من سياسة حمقاء ستقود
العالم إلى الدمار لو استمرت .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|