حوار
الحضارات ..
وفتح
جسور التطبيع
محمود
العالم
ثقافة
القوة دعوة إلى استغلال الواقع
وتطويره واستخدام عناصر القوة
فيه لتحقيق المزيد من القوة
والنمو باعتبار أن القوة سبيل
البقاء ، وأن النمو تدعيم للقوة
فلا قوة بلا نمو ولا نمو بلا قوة
و...... القوة في استخدامها ودليل
الحياة في نموها فمن لا ينمو
يموت ومن لا يستعمل قوته يصيبه
العجز ومن منطلق هذه النظرة إلى
الحياة يندفع الغرب خارج حدوده
ليمارس حقه في استخدام قوة ما
يملك ويلبي مستلزمات النمو
توسعاً ورقياً ، افقياً
وعمودياً من أجل جمع الثروة
ونشر النفوذ فالاستعمار ثقافة
غربية بحكم أنها ثقافة مشحونة
بنزعة التفوق فهي التي انجبت
أعتي الأنظمة التوسعية
والاحتكارية والعنصرية
والنازية والفاشية والصهيونية
وهي التي أشعلت الحروب الصليبية
والاستعمارية وحروب
الإبادة والتطهير العرقي
والحروب العالمية وهي الثقافة
التي استخدمت أسلحة الدمار
الشامل وممارسة سياسات الحصار
والتجويع وانتهكت بكل صلف
المواثيق الدولية وحقوق
الانسان ..
إن
طرح فكرة حوار الحضارات حالياً
لا يقصد من ورائه غير تمرير وفتح
جسور التطبيع مع مشاريع الواقع
المفروض بالقوة مثل واقع
الاحتلال الصهيوني لفلسطين
والاحتلال الانجلوأمريكي
للعراق ، وفكرة الشرق أوسطية
والقبول بثقافة العيش والتعايش
مع مفردات الغزو الثقافي تحت
راية ما يسمى " بالعولمة " ..
بآليات
جديدة فما يطرح من شعارات حول
التعاون من أجل حماية البيئة
وحقوق الإنسان يخفي تحت طياته
جرحاً دولياً يريد الغرب من
خلاله أن يشرك فيه العالم
المتخلف وتحميله مسؤولية تدمير
البيئة وانتهاك حقوق الإنسان
ومحاولة لجعل الشعوب المتخلفة
في مأزق لتدفع ضريبة ما ارتكبه
الغرب ولا زال من تلويث للبيئة
وتصنيع الأسلحة النووية ونشر
الرعب ..
فما
يجري الآن هو جدل عقيم بين
حضارتين على النقيض تماماً ،
حضارة صناعية مادية مبنية على
فكرة البقاء للأقوى ومن يملك
القوة فهو على حق وبين حضارة
مبنية على القيم الروحية
والمبادئ الإنسانية لا تقدس غير
قوة الحق وقيم العدالة
والمساواة .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|