ـ

ـ

ـ

الأربعاء 03/11/2004

إعادة ترتيب الشرق الاوسط

بشير العربى

من آن لآخر تنطلق دعوات وتصريحات من مسؤولى الادارة الامريكية تتعلق  بإعادة ترتيب وبناء المنطقة بعد احتلال العراق ، لانهم يرون فى ذلك إستكمالا للمهمة الكبرى التى تهدف لتحقيق السيطرة الامريكية على جزء مهم من العالم وضمن هذا السياق أيضا تحقيق الاستقرار والانتصار لاسرائيل الحليف العضوى للولايات المتحدة الامريكية .. هذه حقيقة أما اى تفسير آخر لما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية فى المنطقة فلا أجده مقنعا .

احدى الترتيبات الامريكية لمنطقة الشرق الاوسط وانا هنا أتعمد استخدام مصطلح الشرق الاوسط لان هذا ما يريده الاخرون ( الولايات المتحدة الامريكية ، اسرائيل ، تركيا ...الخ ) أحد هذه الترتيبات هى دمقرطة المنطقة اى فرض أسلوب حكم آخر غير ما هو موجود فى دول المنطقة انه اسلوب الديمقراطية بمفهومها االيبرالى معززة بمفاهيم أخرى تسندها مثل حقوق الانسان وغيره وعلى الطريقة الامريكية .

الغريب فى هذه التريتبات أنها تطال حلفاء الأمس فى الجزيرة وغيرها من الدول العربية ، وكأن الولايات المتحدة الامريكية لم تكتشف الا الآن بان حلفاءها فى المنطقة عبارة عن نظم دكتاتورية وليست ديمقراطية لأن اسلوب الحكم السائد فى هذه الدول هو أسلوب قديم يعود الى عشرات السنين بل ربما الى مئات السنين اذا ادركنا ان الحكم العربى المعاصر هو نفس أسلوب الحكم عن طريق شيخ القبيلة .

 واذا سلمنا بضرورة تحويل هذه النظم الى نظم ديمقراطية فما هى مصلحة الولايات المتحدة الامريكية من وراء ذلك ؟

 وهل بالامكان تحويل نظم اجتماعية عتيدة مثل النظم العربية الى نظم سياسية ديمقراطية على الطريقة الغربية بامر من واشنطن ؟! وكيف سيكون هذا التحول ؟

 ألا نتوقع تمسك الفئة الحاكمة بمكتسباتها ؟ وهل ستفرط فى سلطاتها بهذه السهولة وتفتح المجال لعشائر اخرى او فئات اخرى أو طوائف اخرى ان تقاسمها الكعكة ؟ هل سنتوقع تدخلا خارجيا للاطاحة بهذه النظم وأستبدالها  بنظم أخرى ديمقراطية على الطريقة الغربية ؟

 أسئلة كثيرة واذا نجح الدرس العراقى .. وما اظنه كذلك فربما يكون ذلك حافزا للولايات المتحدة الامريكية لاستبدال النظم السياسية بشرط وجود مغامر مثل جورج بوش . لكن يبدو ان الأكيد هو إعادة رسم المنطقة بشكل يحافظ على المصالح الغربية عموما والامريكية على وجه الخصوص دون النظر الى طبيعة النظام السياسى القائم .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ