ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الخلافات الأمريكية الأوروبية ..

 على ماذا ؟

تيسير خروب / الأردن

taimoor1232002@yahoo.com

عام 1972 زار الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون الصين حيث كان العالم آنذاك يشهد حالة من القلق والغليان والترقب لما يحدث على الساحه الفيتناميه والتورط الامريكي هناك والحرب البارده وازمة الصواريخ بين روسيا وامريكا0وكان نيكسون مشهورا كشخصيه رئاسيه معاديه للشيوعيه واحد ابرز صقور الحرب 0وكانت الصين في هذا الوقت في اوج ثورتها الثقافيه والاصلاحات والصراع بين جيلين مختلفين0ورغم تبادل الانخاب بين الزعيمين الامريكي والصيني واقامة الولائم في بكين الا ان الكره وعدم الوفاق بين الزعيمين كان باديا على الطرفين من خلال التصريحات التي اطلقت والسياسات التي اتبعت ومورست بعد هذه الزياره.

واليوم نرى المشهد نفسه بعد 33سنه قد اعيد تمثيله من خلال زيارة الرئيس الامريكي بوش الى اوروبا حيث قوبل بالرفض علانية من خلال خروج المظاهرات المعارضه للزياره في شوارع بروكسل وحمل لافتات مندده بالزياره ولا ترحب بها0 فبوش اليوم مثل نيكسون بالامس يمتلك سجلا حافلا من الكراهيه المتبادله بينه وبين دول اوروبا الغربيه والشرقيه حيث تعود جذور هذا العداء المستتر بين الولايات المتحده الامريكيه واوروبا الى فترة ولايته الاولى اثر تردد فرنسا والمانيا في دخول الحرب لخلع صدام حسين عن السلطه واحتلال العراق.

في هذا الوقت بالذات تمر اوروبا نفسها مثل الصين عام 1972 بتغيير جذري نحو السياسه الامريكيه المتعاليه والمتسلطه00فمنذ تفكك الاتحاد السوفييتي وسقوطه اخذ الاوروبيون يقللون من اعتمادهم على سياسات الولايات المتحده الامريكيه والوثوق بها فيما يتعلق بأمنهم ومصالحهم الاقتصاديه وامتيازاتهم في عقود العمل والانشاء في مختلف مناطق العالم خصوصا العالم الثالث ومنطقة الشرق الادنى في الوقت الذي بداء فيه العداء الاوروبي لاسرائيل اكثر وضوحا وصل احيانا الى حد اثارة مسالة العداء للساميه على الاقل من وجهة نظر اسرائيل والولايات المتحده الامريكيه .

وقد شعرت امريكا بهذا التغيير لذلك سعت جاهدة لطمأنة الاوربيين من خلال زيارة الرئيس الامريكي بوش لبعض العواصم الاوربيه واعقبتها زيارة وزيرة الخارجيه الامريكيه كونزاليزا رايس لاتباع سياسة التقارب والمصالحه بين الجانبين واكتساب الثقه التي ما عادت موجودة اصلا بين الطرفين منذ زمن بعيد0 لكن رغم هذا التناغم واطلاق التصريحات المتفائله فأن هذا المزاج الهاديء في ظاهره يخفي وراءه خلافات رئيسيه من ابرزها احتلال الولايات المتحده الامريكيه للعارق في ضل تردد ومعارضه من الجانب الاوروبي .. فالمانيا وفرنسا المعارضتين للحرب منذ البدايه ما زالتا ترفضان السماح لاي من العاملين في الجيش بالدخول الى المستنقع العراقي العكر مما دفع امريكا الى اتخاذ اجراءات تأديبيه بحق بعض الدول المعارضه خاصة فرنسا بعدم اعطاءها عقود استثماريه في اعادة اعمار العراق واحتكرت لنفسها ولشركاتها تلك العقود والتي ابرم بعضها قبل الاحتلال مما يدلل على نية الاداره الامريكيه بغزو العراق مهما كانت التنازلات العراقيه حتى لو تخلى صدام عن السلطه لانه يجب عليها ان تدمر وتخرب حتى يكون هناك تجار الاعمار واعادة البناء ...

القضيه الثانيه هي ايران0 فالولايات المتحده الاميكيه ترتاب بشده بالاتفاق الاوروبي الذي حصل على وعود من ايران بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل تلقي المساعده في المشاريع النوويه لاغراض سلميه غير عسكريه وتجلى ذلك التقارب في تصريح وزير الدفاع الالماني عن ايران انها سوف تتخلى عن طموحاتها النوويه فقط في حال حصولها على حمياة مصالحها الامنيه  والحيويه وهذا الامر لم تقبله الاداره الامريكيه لانه يأخذ المبادره منها ويفشل مخططاتها وسياساتها المعده مسبقا والتي تريد تنفيذها على مراحل بعد بغداد من خلال تحضير الراي العام بالتهديد لتوجيه ضربات جويه للمنشآت النوويه الايرانيه.

ثالثا: ارهاب سوريا ولبنان للضغط على حزب الله والمقاومه اللبنانيه لتفكيك خلاياها المسلحه واجبار سوريا على ترحيل عناصر المقاومه العراقيه التي تدعي امريكا انهم يتلقون العون والتدريب في سوريا من جهه ومن جهة اخرى لترحيل العناصر الفلسطينيه خارج سوريا لسحب ورقة الضغط على اسرائيل للتفاوض من اجل عملية السلام المقبله وكلنا يعرف كيف نجحت الاداره الامريكيه من خلال تدبير واستغلال مقتل الرئيس اللبناني السابق الحريري وتنفيذ القار 1559 بانسحاب القوات السوريه من لبنان وما سيتبعه من تغيرات على الساحه السياسيه وهذه القضيه تخص اسرائيل وتفيد منها وحدها لكنها افتعلت ومورست بيد امريكيه ومنها تم تجييرها لاسرائيل .

رابعا: هناك المصدر الاكبر للتوتر الذي له علاقه بالصين مره اخرى فالاوروبيون يخططون لرفع الحظر عن تصدير الاسلحه للصين والذي تم فرضه عام 1989 بعد احداث تيانانمن فالامريكيون يعارضون هذاوبشده لكن معارضتهم هي دليل على شكوك اعمق مما تخطط له اوروبا في آسيا واخذ الدور الامريكي هناك فيما يتعلق بالنقد والسيوله الماليه0فالاستهلاك الامريكي والسياسه الخارجيه تتم تغطيتها بشكل كبير بقروض ذات فائده منخفضه تقدمها آسيا0 لكن الصين الان تخطو باتجاه اوروبا التي تعتبر سوقا اكبر من السوق الامريكيه بالنسبة للبضائع الصينيه وهي مقبلة على التعاون باليورو وحدة النقد الاوروبيه التي يتضح يوما بعد آخر انها عملة الاحتياط البديله عن الدولار الامريكي.

فاليوم كما في العام 1972 يتخذ النظام العالمي الجديد شكل رباعي الابعاد في ذلك الحين اي عام 72 حيث تفوقت الولايات المتحده الامريكيه على الاتحاد السوفييتي اثناء الحرب البارده والسباق على التسلح التي انهكت الخزانه الروسيه وكانت من اهم اسباب تفككه بعد توريطه في افغانستان وانسحابها منه حيث وصل الامر بالحكومه الروسيه الى عجزها في ذلك الوقت من دفع مرتبات الجيش بانتظام اثناء تواجدهم في الاراضي الافغانيه وتقديم عروض للصين لعزلها عن الشيوعيه الام وعدم التقارب فيما بينهم حتى لا تشكل روسيا والصين قوة ردع جباره بوجه امريكا.

فهل جاء الان دور اوروبا لتقصي الولايات المتحده الامريكيه عن دورها التاريخي الذي لعبته منذ انتهاء الحرب العالميه الثانيه في ايجاد موطيء قدم لها في مناطق الصراع والتنافس العالمي خاصة بعد التقارب الاوروبي الروسي لتقليص دور الاداره الامريكيه فيما يحدث على الساحه العربيه مستقبلا حيث قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في احدى مقابلاته :ان باريس ووارسو يجب ان تنحيا جانبا الخلافات التي اثارتها حرب العراق وان تتعلما كيفية العمل معا في اطار الاتحاد الاوروبي الموسع مع التركيز على مصالحهما المشتركه 0وكان شيراك قد انتقد من قبل بولندا ودولا اخرى في اوروبا الشرقيه لانحيازها مع الولايات المتحده الامريكيه بشأن الحرب على العراق واضاف قائلا : لا بد ان نقيم علاقة مستقره بين الاتحاد وروسيا محذرا في الوقت نفسه كأوروبي من اي شيء قد يؤدي الى سؤ فهم تفاهم بين روسيا والاتحاد الاوروبي ... مشددا على انه من الضروري بالنسبة لاوروبا وبالنسبة لروسيا كذلك ان تكون العلاقه بينهما ممتازه.

فهل ستنجح دول اوروبا فيما نجحت به الولايات المتحده سابقا ويكون القرن الحالي قرن اوروبا

هذا ما سنشهده على الساحه الدوليه وما يتخلل ذلك من صراعات وتغييرات في السياسه وتبادل المصالح وتغير المواقف.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ