الدعم
الإيديولوجي للقاعدة
أمير
أوغلو / الدانمارك
انتهى مجلس الأمن الموقر من حل
مشاكل العالم كلها مثل قضية
فلسطين والشيشان والعراق
والسودان وفطاني وكشمير ومشاكل
موت ملايين الأطفال في العالم
من الجوع والعطش ومشاكل تكدس
الثروات ومشاكل البطالة
والعطالة في العالم والأمية
والحروب وقتل الأطفال
واستخدامهم في النزاعات
العرقية والطائفية التي تحيط
بالعالم ومشاكل الهجرة وموت
الآلاف في المحيطات والبحار من
الباحثين عن حياة أفضل .
مجلس الأمن لم يبق له من أعمال سوى
ملاحقة المصلين الذين يقرأون في
صلواتهم أيات سورة الأنفال أو
الأيات التي تتحدث عن اليهود
وصفاتهم ليصنفهم في خانة
الإرهاب ويصادر أموالهم
ويمنعهم من الحركة تمهيدا
لإلقاء القبض عليهم بعد أن
تتوافر بقية الأدلة ضدهم .
مجلس الأمن يحمل اسمه رمزا كبيرا
هو الأمن لكل الناس , وهو عكس
الإرهاب تماما , لذلك نراه مضطرا
أن يترك كل المهمات الملقاة على
عاتقه للتفرغ للبحث عن
الإرهابيين ووضعهم على قائمةٍ
سُميت سوداء , ومصادرة أموالهم
ومنعهم من السفر إلى أي دولة في
العالم . فمكافحة الإرهاب
الموجه لأمريكا واسرائيل هي
المهمة الجديدة والرئيسية التي
يجب على مجلس الأمن الموقر حلها
, حتى لو اضطر أن يؤجل جميع
أعماله الأخرى السابقة , والتي
لم يستطع إنجاز أي منها على كل
حال , فاكتفى بملاحقة المتهمين
بتعاطي الإرهاب وإصدار
البيانات الرسمية بحقهم وفي هذا
إنجاز كبير ورفع لمعنويات
العاملين في المجلس الموقر .
مجلس الأمن يلاحق في الوقت الحالي
قناة المنار والبنك العربي بعد
أن استطاع القضاء على سعد
الفقيه والبترجي وأصدر بحقهما
قرارا يصنفهما فيه من المطلوبين
على لائحة الإرهاب الدولية
بتهمة الدعم الإيديولوجي
للقاعدة !
كانوا يتكلمون عن دعم قتالي ثم
صاروا يتكلمون عن دعم لوجستي ثم
انتقلوا إلى الدعم المالي ثم
أخيرا وصلوا إلى الدعم
الإيديولوجي .
هل تعرفون ما معنى الدعم
الإيديولوجي للقاعدة يا معاشر
القراء ؟ معناه أن يلتقي إنسان
ما بفكره بطريقة ما وبلحظة ما مع
أي فكرة يطرحها تنظيم القاعدة ,
حتى لو كانت مثلا آية في كتاب
الله أو حديثا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم أو فهما لحكم
فقهي . أي أن الخلاصة مما حدث أن
كل مسلم على وجه الأرض معرض في
لحظة ما ونتيجة تصريح ما أن يكون
على قائمة الإرهاب الدولية وأن
يصدر بحقه قرار من مجلس الأمن
هذا يصادر حقه في الحياة ويسلمه
لأمريكا لتقوده إلى غوانتينامو
( أين جورج أورويل ليرى ماذا
يحصل في القرن الواحد والعشرين؟)
.
العجيب أن من حرض على الدكتور سعد
الفقيه وحركته الإصلاحية هي
دولته التي تسير في خط الإصلاح
التدريجي البطيء المناسب
لوضعها ومناخها وسياستها . لقد
سمعنا في الماضي والحاضر عن
ملوك الطوائف الذين جلبوا
الأعداء لقتال بعضهم البعض ,
ولكننا لم نسمع عن دولة تستعدي
على أحد مواطنيها العزل والذي
لا يملك إلا صوته والحقائق التي
ينشرها عن حكومته , أن تستعدي
عليه أمريكا كلها ومجلس الأمن
وهيئة الأمم ! لقد سمعنا من
مشايخ وعلماء المملكة ومن
قادتها وسياسييها أن الفقيه رجل
لا قيمة له وأنه يغني لوحده خارج
السرب وأنه عميل لأمريكا
وإنكلترا وأنه يريد فقط زعزعة
الأمن في السعودية وأنه ليس له
جماعة وأنه أقل من أن تهتم به
الحكومة السعودية الرشيدة
والتي تملك زمام الأمور منذ
مائتي سنة والتي بايعها القاصي
والدانية والواثقة من إخلاص
الناس وطاعتهم لها .
إذا كان الفقيه عميلا أمريكيا
فلماذا أصدرت أمريكا بحقه هذا
القرار ؟ ومن هو العميل
الأمريكي الحقيقي يا ترى ؟
إذا كان الفقيه لا قيمة له ولا
شعبية له ولا أهمية له ولا يؤثر
على الدولة , فلماذا تستنجد
الدولة المهيبة بالأمم المتحدة
وأمريكا لتصفيته عمليا بعد أن
عجزت هي عن تصفيته جسديا قبل
أشهر ؟
إذا كان الفقيه لا يشكل بالنسبة
للدولة المهيبة أية مشكلة ,
فلماذا اخترعت هذه اللعبة مع
ليبيا وسحبت سفيرها للضغط على
ليبيا لتشهد ضد الفقيه كما
سيحدث قريبا ولتدخله مع
العامودي في القصة المعروفة منذ
أشهر ؟
إن ألعاب الحكومة السعودية
البهلوانية للحفاظ على هيبتها
الداخلية بعد أن اتضح لها أن
الفقيه يشكل تهديدا حقيقيا
لكيانها ووجودها لن تسعفها
كثيرا , قد تقضي على الفقيه ولكن
سيكون هناك ألف فقيه , قد تستخرج
من جعبة الحواة الذين يعملون
لديها الفتاوى والخطب والدروس
التي تدعم موقفها وتحاول
استعادة هيبتها المفقودة ولكن
الناس والشعب في السعودية بدأ
يعي القضية ولم تعد هذه
الألاعيب تنطلي عليه وكل ما
سيحدث أن العلماء والمثقفين
الذين يحاولون التستر على
الحكومة سيخسرون ثقة الناس بهم ,
مهما كان ماضيهم مشرفا , فهم
يبيعون الآن دينهم بدنيا غيرهم .
لا أدري إن كان أحد منهم أفتى
للحكومة باستخدام هذه الطريقة
الرائعة للتخلص من الفقيه
وأمثاله وزجه في
غوانتنامو ولا أدري حكم
الشرع في هذه الفتوى إن كانت قد
صدرت ولا أدري من سيتجرأ أن يحمل
مسؤوليتها أمام الله تعالى ولكن
الذي أدريه أن فقهاء الدولة لم
يعد يردعهم رادع وصارت مصالح
الدولة لديهم أهم من مصالح
الشرع والشريعة والعباد
والبلاد , وصار همهم إنقاذ
الحاكم والمحافظة عليه حتى لو
ضاعت الأمة كلها بسببه .
لهؤلاء العلماء والمثقفين الذين
أفتوا , والذين شمتوا , والذين
رضوا , والذين صمتوا , أقول
لاتفرحوا كثيرا إن ما حصل هو
المقدمة فقط أما القصة الحقيقية
والخاتمة فستطالكم جميعا ,حتى
لو أصدرتم فتاوى بدخول بوش
الجنة قبل الأنبياء والصديقين ,
وحتى لو استبدلتم العباءات
بالجينز , والمناسف بالهامبورغر
, وماء زمزم بماء الكولا , وحتى
لو نتفتم لحاكم , ووضعتم الحلق
في آذانكم وأنوفكم , إن الذي
أصدر هذا القرار على الفقيه
والبترجي وغيرهم سيصدره يوما ما
عليكم وضدكم وعلى كل مسلم يشهد
أن لا إله إلا الله مخلصا بها
قلبه , ثم على كل مسلم يشهد أن لا
إله إلا الله حتى لو لم يخلص بها
قلبه , وستتسع غوانتينامو لتشمل
كل دول العالم الإسلامي وليدخل
فيها من كان في قلبه مثقال حبة
من إيمان بالله تعالى وكفر ببوش
وحكومته وسياسته .
(مهداة
بمناسبة أعياد الميلاد إلى ملوك
الرحمة والحب والتسامح
والتعايش : بوش وشارون وحكام
العرب)
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|