حقوق
الإنسان ما بين الشريعة
الإسلامية
والقوانين
الوضعية (1)
طريف
السيد عيسى
تسار اليوم ضجة
كبيرة حول قضايا حقوق الانسان
والحريات والديمقراطية ويتم
التركيز على العالم الاسلامي
والوطن العربي تحت شعار الشرق
الاوسط الجديد فهي شعارات مغلفة
بالعسل وبداخلها سم زعاف ,فهي
شعارات طرية ناعمة الملمس لكنها
مثل الحية الرقطاء وهذا
ماسنبينه عبر حلقات عدة حول
واقع القوانين الوضعية وموقفها
من حقوق الانسان .
الحلقة
الاولى
أستهل الحديث
بقول الله تعالى ( يآيها الناس
إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوباً وقبائل
لتعارفوا ) الحجرات
13
( ومن آياته خلق
السموات والأرض واختلاف
ألسنتكم وألوانكم ) الروم
22
(ولو شاء ربك لآمن
من في الأرض كلهم جميعا أفأنت
تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
يونس 99 .
نصوص واضحات
بينات تدحض كل تعصب ينكر واقع
الحال لبني البشر من حيث
العقيدة واللون واللغة
والقومية , ويعتبر واهما كل من
يعتقد أن يكون الناس جميعا
بعقيدة واحدة ولون واحد وقومية
واحدة ولغة واحدة , وكل من يدعوا
الى هذا التعصب انما يدعوا الى
التنافر والاقتتال .
وقد يقول قائل
انها قيم عظيمة لايمكن انكارها
لكنها مفقودة على أرض الواقع
وجوابنا المختصر أن عجز
المسلمين في عدم التعامل مع هذه
القيم لايلغي دورها وقدرتها على
الانتاج من جديد في حال تم
التعامل معها فالخلل في
المطبقين وليس في المنهج.
وهذا يدعوا
السلمين وخاصة العلماء والدعاة
والمفكرين والجماعات الاسلامية
للتخلص من حالة الاعجاب بهذه
النصوص والاتجاه نحو تطبيقها
على أرض الواقع لمعالجة المشاكل
التي نشأت بسبب غيابها.
كما انه لايمكن
الانكار أن الحكام والسلاطين في
يومنا هذا يبعدون كل مخلص
ويقربون أهل المنافع الشخصية
أصحاب الولاء للحاكم أو لجهات
خارجية همها ابقاء هذه الأمة
على حالتها الراهنة .
ولايمكن لأي أمة
أن تحقق تقدما وأفرادها مسلوبي
الارادة وفاقدي الحرية والقيمة
الانسانية,وهذا لاينطبق على
سلطان الجور والاستبداد بل
ينطبق أيضا على بعض التيارات
والحركات الاسلامية التي تعاني
من حالة المرض المزمن بالتضييق
على الرأي الآخر وصاحب النقد
والتقويم سواء من الداخل أو
الخارج حتى غدت بعض هذه
التيارات تعيش داخل محميات وتضع
لنفسها الاسوار فتنتشر فيها
أدبيات التعصب الحزبي مما
يجعلها ولسان حالها يقول نحن
المقياس السليم للايمان وفهم
الاسلام , وينسى هؤلاء أن
الاسلام دين مفتوح للجميع وليس
حكرا على أحد وما هذه التيارات
والحركات الا وسائل لتحقيق
الاسلام والشهادة على العالمين.
ان حقوق الانسان
واحترامها تمثل قمة في التدين
وكل من يرفض هذا المنطق
فنقول له ان المشكلة فيك وليس في
الشريعة فصوب فكرك وفهمك وفقهك
وليتطابق المعتقد مع السلوك .
كما أنه من الظلم
أن نحمل الاسلام حال الامة
اليوم من هدر للكرامة والحقوق
بل يتحمل ذلك كل من عمل على
ابعاد الاسلام عن الحياة ليرسيخ
الاستبداد والظلم والقهر
والجبروت , وهنا لابد لمن أراد
التصدي لهذا الأمر أن يكون
القدوة العملية تحت شعار لا
اكراه.
والى
لقاء مع الحلقة الثانية
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|