ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 14/12/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إنه الحزب الأمريكي الذي يطل علينا

بسبب انسداد آفاق الإصلاح وسياسة التنازلات

رجاء الناصر

في مقالات سابقة قلنا انه لا يجوز التهوين من وجود " الحزب الأمريكي في سورية " وان الرهان على وطنية المعارضة – وهو رهان صحيح – لا يكفي للقطع بعدم وجود جماعات هي على استعداد للانتقال للمعسكر الأمريكي في الوقت الملائم لها ، وخصوصا عندما تقتنع بجدية الضغوط الأمريكية وهي جماعات تنتمي إلى ثلاثة تيارات أساسية .

أولها : أصحاب المصالح في الطبقة الرأسمالية الطفيلية النهابة ، والتي تملك مرتكزات في السلطة ، وهي على استعداد لكي تنقض على اقرب المقربين لها حماية لتلك المصالح .

ثانيها : بعض العناصر ذات العصبية الاقلاوية ،وهي بسبب من عصبيتها الشوفينية التي باتت تتحكم بها ، وبسبب اعتقاد خاطئ بإمكانية الاتكاء على العدو الخارجي لتحقيق نزعاتها الانفصالية أسوة بالتجربة العراقية ، تبدو أنها أضحت على قناعة واستعداد لإتباع هذه الطريق من خلال انفصالها الشعوري عن أبناء الوطن الآخرين ، وعن الوطن ذاته .

ثالثها : بعض النخب الثقافية من مثقفين واشباه المثقفين ذوي الثقافات المتغربة وغير المنزرعة في تربتها الوطنية ، والتي سقطت منظومتها الفكرية بسقوط الاتحاد السوفييتي ، مما أحدث لديها ارتباكات نفسية وذهنية ، دفعت بها للبحث عن " قوة " خارجية تستند إليها ، بسبب ضعف إيمانها بشعبها وبقدرته ومؤهلاته ، وحتى بثقافته التي يرون أنها " متخلفة وظلامية وأصولية وعصية على التغيير والتطور عبر جدل الإقناع القائم على الحوار " .

 لقد أخذت تلك الجماعات بالتحرك في الداخل السوري ، مطلة برأسها عبر شبكات الانترنت بعد أن فشل مركزها "النيويوركي" بإثبات حضوره في الداخل ، وجاء هذا البروز مستفيداً من الاستعصاء الحاصل في التغيير الديمقراطي السلمي ، وفشل الدعوة الإصلاحية الرسمية ، بسبب تخشب بنى النظام من جهة وبسبب تنامي الفساد وتغلغله وإمساكه لمفاصل الإدارة السياسية والتنفيذية .

جاءت تلك الإطلالة للحزب الأمريكي من خلال الاستقواء الصريح لأمريكا حينا ، وغير الصريح حينا آخر ، عبر محاولة تهديم مرتكزات الممانعة الداخلية للاستعمار مكملة بذلك دور النظم المتخاذلة والمستبدة في تدمير تلك الممانعة من خلال شنها حربا ابتدأت بمظهرها الثقافي والمعرفي عبر توجيه الاتهامات للمقاومة ، ولثقافتها بدعوى ظلامية ، وخرجت بذلك من دائرة تصحيح المسار المقاوم وتصويبه الذي انطلقت منه ، لتعمل على النيل من ثقافة مقاومة المستعمر والدعوة للتعايش معه ، بدعوى انه الطريقة الوحيدة للتخلص من استبداد النظم الحاكمة ، ولتعتبر أن المقاومة هي إرهابا تماما كما تقول قوى الاستعمار والاحتلال ، ولتسفه فعل المقاومة ومنظوماتها الفكرية والجهادية بادعاء أن المقاومة هي حالة " أصولية " وغير إنسانية ..!!ولتكيل للمقاومين وللمحرضين على المقاومة ودعاتها في فلسطين والعراق أشنع الاتهامات في محاولة لتأثيم فعل المقاومة وإرادتها ، وراحت تتهم القوى الوطنية الديمقراطية بأنها " فلوجية " نسبة إلى مدينة الفلوجة العراقية التي تقود عملية مقاومة صلبة ضد الاحتلال – وهي تهمة مشرفة للقوى الوطنية الديمقراطية على عكس ما يعتقدون – ولفتح المعارك معها ، ومع المناضلين من اجل الحرية من معناها الشامل ، حرية المواطن والوطن من استبداد النظم الشمولية ، ومن الاستعمار الذي هو على أشكال الاستعباد والاستبداد .

ولم تكتف تلك " الجماعات " بمنازلتها الفكرية والثقافية ، والتي كان من الممكن القول أنها تدخل ضمن حرية الرأي وتعددية الفكر ، الذي لا يدحض إلا بالرأي وحوار الكلمة ، بل راحت مؤخراً تدعو علنا القوى الخارجية لمعاقبة أصحاب الرأي والفكر المقاوم والجهادي لتقع فيما كانت تشكو منه ، وما كانت تعتبر نفسها إحدى ضحاياه .

وهي تدرك تماما أن دعوتها مجلس الأمن الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية لمعاقبة هؤلاء ومحاكمتهم خاصة ، إنما هي تمارس إرهابا يتجاوز إرهاب الفكر ليصل إلى حد الإرهاب المادي حيث إن دعوة " آخرين " لمعاقبة دعاة ثقافة المقاومة والجهاد ليس سوى شكلاً من أشكال العنف المادي ضد هؤلاء .

لقد دعى أولئك المتأمركين إلى انفصال جماعتهم عن القوى الديمقراطية الوطنية، وهي دعوة صحيحة وسليمة لان مثل هذا الانفصال بات ضروريا، إذ لا جامع مشترك ( بين الحزب الأمريكي ) وبين المناضلين من اجل الحرية بل إن الحزب الأمريكي يجد قواسمه المشتركة مع الاستبداد ( المدعوم أمريكيا ) على عكس القوى الوطنية الديمقراطية التي تطرح خيارها الوطني القائم على مفهوم ( المواطنة )بكل ما تفرضه من حقوق وواجبات، وبين حماية التراب الوطني والإرادة الوطنية المستقلة ضد العدوان الخارجي، وتعمل من اجل الحرية والديمقراطية مؤمنة بقدرة شعبها على تحقيق أهدافه مهما طال الزمن فهي تثق بأن الديمقراطية هي للشعب ومنه وبه، وان الوطن للشعب وهو وحده المستعد والقادر على الدفاع عنه.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ