مبروك
لمزارع العبيد ومالكيها
أمير أوغلو / الدانمارك
لأول مرة في حياتها تفوز الدول
العربية على الصعيد العالمي
بلقب ما , فقد نشرت منظمة
مراسلون بلا حدود قائمة بترتيب
دول العالم حسب حرية الصحافة
فيها فكانت الدول العربية هي
الأخيرة بلا استثناء من مجموع 167
دولة .
أول الدول العربية – من الأسفل
طبعا - في حرية الصحافة كانت
السعودية مهد الحريات ومهبط
الوحي الذي جاء ليخرج الناس من
عبادة الناس إلى عبادة الله ,
الوحي الذي جاء ليقول متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم
أمهاتهم أحرارا , تلتها سورية
الأسد سورية الثورة والبعث
والصمود والإصلاح والمعلوماتية
, ثم ليبيا الفاتح لما أغلق ,
وصاحب الكتاب الأخضر والنظرية
العالمية عن الخبل والهبل في
القرن الواحد والعشرين , ثم من
بعدها تونس الحمراء تونس التقدم
والإنفتاح والتي تطمح بالخروج
من بين دول العرب إلى الإتحاد
الأوروبي , تونس المجد برعاية
الملهم الذي قضى على كل
الرجعيين والمتخلفين وأوصل
تونس إلى المرتبة 152 في عالم
الحرية . يلاحظ أن إيران توسطت
الفراغ بين سورية والسعودية وهي
فعلا تمثل الوسط بين الدولتين
فهي من جهة دولة دينية
كالسعودية يحق لها أن تفتخر
بتكميم أفواه مواطنيها حسب
الشريعة التي اخترعتها والتي لا
تمت للإسلام بصلة , ومن الجهة
الأخرى هي دولة باطنية كسورية
تعتمد القمع والإرهاب
والمراوغة والنفاق في إعلامها
وسياستها . بالمناسبة حصلت
إيران في التقرير على المركز
الأول في عدد الصحفيين
المعتقلين بين دول الشرق الأوسط
, مبروك مرة أخرى وتصفيق حاد .
لا داعي لذكر الآخرين فمزارع
العبيد التي نعيش فيها تتشابه
كلها وتحكم كلها بنفس الأسلوب
وبنفس الطريقة لا يختلف سوى اسم
صاحب المزرعة واسم عائلته . وسرد
أخبار مزرعة واحدة يغنيك عن
الحديث عن بقية المزارع . الملفت
للنظر أن كل مزراعنا تتفق في هذه
الناحية مع اختلافها في المبادئ
والعقائد وأشكال الحكم ولكن ما
يتفقون فيه جميعا هو قمع الشعوب
وإخراسها .
الإستثناء الوحيد كان لبنان –
المرتبة 87 – رغم كل الضغوط
والمخابرات السورية , و لكنه
أسوأ بكثير من الماضي أيام
الحرية الحقيقية وقبل الحرب
الأهلية ثم الإحتلال السوري
الثقافي والسياسي .
جميع دول أفريقيا وأمريكا
اللاتينية وضعها أفضل من كل
الدول العربية .
مزارع الموز سابقا تفوقت على
مزارع العبيد حاليا وصارت فيها
حريات صحفية أكبر بكثير .
في توغو وتنزانيا وبوركينا فاسو
تستطيع أن تعبر عن رأيك أكثر من
جميع الدول العربية .
على كل يحق لنا في مزارع العبيد أن
نفخر بهذا الإنتاج القومي
الباهر , فنحن على الأقل صار لنا
ذكر في دول العالم لكوننا ملوك
القمع وتكميم الأفواه والرأي
الواحد والأوحد فهنيئا
لمالكينا وهنيئا لشعوبنا
وهنيئا للحالمين بالتغيير
والإصلاح والذين ما زالوا
ينتظرون المعجزات الخارقة
والتجليات والإلهامات التي
ستهبط على مالكينا فتجعلهم رعاة
الإصلاح ودعاة الحرية .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|