ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 04/08/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بريطانيا تدرس التدخل العسكري بالسودان

بقلم: مصطفى محمد الطحان

soutahhan@hotmail.com

ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يدرس إرسال قوات بريطانية إلى دارفور.. وقالت: إن رئيس الوزراء البريطاني طلب من مساعديه وضع خطط لتدخل عسكري محتمل في السودان، للمساعدة في إنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة بدارفور غربي البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالحكومة البريطانية لم تذكر اسمه شارك في الخطط قوله: (طالب رئيس الوزراء دراسة كل الخيارات لإنقاذ الأرواح، وألا نستبعد الخدمات العسكرية(1).

ويستغرب من يقرأ تصريحات بلير.. حماسه الإنساني لإنقاذ أهل دارفور من الظلم الواقع عليهم من حكومة السودان أو من القبائل العربية في السودان.

وحتى لا يطول مثل هذا الاستغراب لا بأس أن نقرأ معاً الخطة التي وضعتها بريطانيا عام 1917 وأطلق عليها يومذاك سياسة الجنوب:

(صدرت الأوامر إلى القوات الشمالية التي تتكون بأكملها من المسلمين بأن تغادر الجنوب لكي تحل محلها قوات محلية. وفي سنة 1922 أعلنت كل مناطق الجنوب وبعض المناطق الشمالية المتضامنة معها محافظات يمنع دخولها إلا بإذن خاص للإقامة تصدره السلطات في العاصمة. وفي العام نفسه كان من الضروري استخراج تراخيص خاصة لمزاولة الأعمال التجارية. وكان القراران كلاهما يهدفان إلى إبعاد المصريين والشماليين عن تلك المناطق، وهذا ما حدث بالفعل. ولكي ينال الجنوبيون التدريب اللازم لاضطلاعهم بمهام الإدارة بدلاً من الشماليين، كانت الحكومة البريطانية تقدم لهم منحاً دراسية، في المدارس التبشيرية. وكانت المدارس التبشيرية تعلم بالإنكليزية فقط، لكن استخدام اللغة العربية كان لا يزال منتشراً. وقد أبدى الحاكم العام

للسودان دهشته سنة 1927 عندما قال بمرارة أن اللغة العربية برغم المخاطر التي يمثله انتشارها يمكن أن تكون أداة لنا. وفي العام التالي قررت السلطات الإدارية مع المبشرين أن تكون لغة الدراسة إحدى اللهجات الست المحلية بالإضافة إلى اللغة الإنكليزية، وطرح استخدام العربية جانباً، لأنه يفتح الباب على مصراعيه لنشر الإسلام وتعريب الجنوب.

وفي سنة 1930 صدرت مذكرة حكومية جديدة تحدد الخطوط العريضة للسياسة في جنوب السودان. وكانت النقاط الثلاث الرئيسية فيها تتضمن بناء مجتمعات قبلية أو إقليمية مكتفية بذاتها، وإبعاد جميع موظفي الإدارة الشماليين وغيرهم من الكتبة والفنيين، وأخيراً التوسع في استخدام اللغة الإنكليزية. وقد نفذت تلك الأحكام على الفور، وزاد عليها الاتجاه الجديد إلى طرد التجار من أبناء الشمال وإبعادهم بالوسائل الرسمية إذا لزم الأمر.

إلا أن تلك الإجراءات لم تعتبر كافية للحجر على جنوب السودان، وهكذا جرى تحديد أماكن تنتقل إليها القبائل من أجل إيجاد حزام من الأرض التي لا يسكنها أحد بين قبائل الشمال والجنوب، وكان محظوراً على رجال إحدى القبائل أن يتواجد في مكان محدد لقبيلة أخرى، وأوقفت الزيجات بين الشماليين والجنوبيين، وأسيئت معاملة كل من يحمل اسماً عربياً وصدرت الأوامر للتجار بعدم بيع الملابس العربية، وحظر على المسلمين في جنوب السودان أن يؤدوا شعائر دينهم في الأماكن العامة. هكذا اكتملت بنية الدويلة المسيحية في الجنوب، لكنها لم تتقدم كثيراً، لأن الانعزال يعني التخلف ولأنه لم يكن هناك ما يكفي من الجنوبيين الأكفاء اللازمين لإدارة هذه الدويلة أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، بيد أن السياسة الجنوبية لم تأت بالنتائج المرجوة ورئي التخلي عنها سنة 1949 مع أصوات الاستنكار التي ارتفعت من المبشرين. وأصبح أمل الإدارة المعلن هو تحقيق الاستقلال الحتمي من خلال الحديث عن سودان موحد تحت إدارة واحدة ونظام تعليم واحد مع بعض الضوابط لحماية الجنوب ضمن هيكل اتحادي أو إقليمي).

فهل مازال استغراب الذين اطلعوا على تصريحات بلير قائماً.. وهل فهموا حرص بلير على جنوب السودان ودارفور واستعداده لإرسال خمسة آلاف جندي إلى السودان.. كما أرسل من قبل جنوده إلى العراق.. لأسباب إنسانية بحتة؟!

قال تعالى: )وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ، وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ((2).

---------------------

(1) 22/7/2004م

(2) إبراهيم- 46.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ