السجون
في
عهد حافظ الأسد
خالد
الأحمد*
زُرِعَ
في تفكيرنا
نحن السوريين السابقين ؛
خلال المرحلة الابتدائية
والمتوسطة والثانوية والجامعية
التي درسناها في سوريا، ومن
خلال وسائل الإعلام والثقافة
الشعبية ،أن بلدنا بلد عربي ذو
سياسة قومية لا يحيد عنها، وقد
عايشنا صراع الأحزاب القومية
كحزب البعث العربي الاشتراكي مع
الماركسية الأممية ، وكنت
أحيانا ًأتحالف مع القوميين ،
ومنهم البعثيون ، ضد الماركسية
التي كانت تسحر الشباب خلال
العقد السابع من هذا القرن ،
وكان التوجه القومي بدهية لا
يختلف عليها سوريان . وكانت
سوريا قلب العروبة ، لِمَ لا
ودمشق عاصمة الخلافة الأموية .
ثم جاء
حافظ الأسد وكانت مهمته القضاء
على هذا التوجه القومي عند
الشعب السوري ،فقلب الموازين ،
بعدأن زج أحرار سوريا في السجون
، أو دفنهم أحياء في المقابر
الجماعية ، أو شردهم في قارات
العالم الخمس ، وصار يتصرف حسب
مصلحته ومصلحة أسرته وعشيرته ،
فزج سوريا العروبة بمواقف لم
تكن تخطر على ذهن عربي مسلم في
يوم من الأيام، وألغى خلال حكمه
المستمر طوال ربع قرن كل ما نادى
به العرب في سوريا خلال القرن
العشرين، واتضح ذلك من خلال
المواقف التالية :
1 ـ
السـجون التي بناها وملأها
بمناضلين .
2 ـ دوره
في لبنـان حيث ذبح من
الفلسطينيين أكثر مما ذبحه
اليهود .
3 ـ
موقفـه مع الفرس ضد حزب البعث
العربي الاشتراكي في العراق .
4 ـ
موقفـه مع الولايات المتحدة
الأمريكية وإسرائيل ضـد حزب
البعث العربي الاشتراكي في
العراق عام 1991م في ما يسمى حرب
تحرير الكويت .
وسوف
نبدأ الحديث عن السجون ، ونتحدث
عن الفقرات الأخرى في مناسبات
قادمة .
السجون
في عهد حافظ الأسد
1ــ فـي
دمشــــــق :
1ــ سجن
المزة العسكري ( تابع للشرطة
العسكرية )فيه ( 34 ) زنزانة فردية
، و(12 ) مهجعاً كبيراً ، و ( 6 )
مهاجع صغيرة . وقد ارتبط اسم هذا
السجن بالمعارضين السياسيين ،
وكبار القوم ، وكلما قام انقلاب
عسكري جمع من بقي حياً من رجال
النظام المقلوب ليسجنوا في سجن
المزة .
2ــ
سجن الشيخ حسن ( تابع للأمن
السياسي ) فيه ( 18 ) زنزانة فردية
ومهجع في كل طابق .
3ــ سجن
كفرسوسة ( تابع للمخابرات
العامة أمن الدولة ) ، ويتسع
لأكثر من (3000 ) معتقل، وفيه( 250 )
زنزانة فردية ، (10 ) مهاجع كبيرة
، وهو مجهز بأحدث وسائل التعذيب
والتصنت والمراقبة الالكترونية .
4 ــ سجن
القلعة (للأمن السياسي ) وهو
مهدد بالانهيار
.
5ــ سجن
الشرطة العسكرية .
6 ــ
سـجن القصّاع (لأمن الدولة )
ومؤلف من قبو يضم ( 4 ) غرف و ( 10)
زنزانات وفوق القبو مبنى يضم ( 22
) زنزانة فردية .
7ـ سجن
الحلبوني(لأمن الدولة)مؤلف من(10)زنزانات
و(3)مهاجع جماعية وقبو للتعذيب .
8 ــ سجن
طريق دمشق الدولي(لسرايا الدفاع)وهومخصص
لحالات التحقيق السريع
والإعدام .
9ــ مركز
الشعبة السياسية في حي الشيخ
محي الدين .
10ــ سجن
الطلياني مقبل المستشفى
الإيطالي
11 ــ سجن
الروضة في حي الروضة
12 ــ مركز شعبة فلسطين في حي
المالكي وله سمعة سيئة
جداً من حيث بشاعة التعذيب فيه
.
13ــ
سجن
العباسيين شمال ساحة العباسيين .
14ــ
ســـجن مخابرات القوى الجوية .
15ــ
سجن
المخابرات العسكرية قرب
الأركان العامة .
16ــ
سجن
قطنا للنساء
،
وقد ذكرته هبـة الدباغ في
كتابها ( خمس دقائق تسع سنوات ) ،
وتحدثت عنه بما فيه الكفاية ،
وكتابها موجود على موقع الإخوان
لشبكة الانترنت .
17ــ سجن منطقة دوما .
18
ـ
سجن منطقة النبك .
19ـ سجن
قوى البادية في الضمير
20ــ
معتقل القابون ( للمخابرات
العسكرية .
21ــ
معتقل الوحدات الخاصة
في أبو رمانة
22ــ معتقل الفرع
الخارجي
23ــ سجن الضمير
الكبير وهو أحدث السجون .
2ـــ :
فـي حــلــب
1ــ سجن
أمن الدولة أمام قصر المحافظ .
2ــ سجن
أمن الدولة العسكري قرب الجمارك
3ــ
السجن المركزي وهو سجن مدني على
طريق المسلمية .
4ــ فرع
المخابرات العسكرية
بقرب محطة بغداد .
5ــ
مدرسة المدفعية ( الراموسة.)
.
6ــ سجن
ثكنة هنانو .
7ــ سجن
شعبة الأمن السياسي في الجميلية .
8 ــ سجن
الأمن الجنائي بالعزيزية .
وعندما
حاصرت الفرقة الثالثة من
الجيــش العقائدي السوري مدينة
حلب بين شهري آذار ونيسان (1980م )
استخدمت المعتقلات التالية :
9ــ
معتقل فرع الحزب .
10ــ
معتقل الوحدات الخاصة في القلعة.
11ــ
معتقل
مركز مديرية التربية والتعليم .
12ــ
معتقل المركز الثقافي .
13ــ
معتقل الملعب البلدي .
14ــ
معتقل مدرسة الأندلس .
15ــ
معتقل رعاية الشباب .
16ــ
معتقل مدرسة الحكمة قرب أوغاريت.
17ــ
معتقل مدرسة سعد الله الجابري .
18ــ معتقل مدرسة
الأرض المقدسة .
19ــ
معتقل مدرسة المرعشلي
أما
المحافظات الأخرى فلم تكن أقل
نصيباً من منجزات الأسد ،
وتعتبر جميع سجون سورية مؤقتة
لنزلائها ماعدا تدمر ومعتقلات
سرايا الدفاع ، حيث الإقامة في
سجن تدمر دائمة، وفي معتقلات
السرايا قصيرة لأنها تنتهي
بالإعدام السريع
ســجن
تـدمـر العســـكري :
بني هذا
السجن في أصله لتأديب الناشزين
والمنحرفين من العسكريين ،
ولذلك تسمى المجموعة العسكرية
فيه (سرية التأديب ) ، وأول مرة
تفتح أبوابه لاعتقال السياسيين
حين نقلت إليه مجموعة من قادة
الإخوان المسلمين أواخر يونيو
1966م منهم مروان حديد يرحمه الله
، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة
يرحمه الله ، ولم يفرج عنهم إلا
في أعقاب هزيمة العرب في 1967م .
وقد
ألقى رفعت الأسـد ـ قائد سرايا
الدفاع يومذاك ـ خطاباً في
المؤتمر القطري السابع لحزب
البعث 1979م قدم فيه مشروع
التطهير الوطني ، وخلاصته أن
يسجن كل مخالف للحزب في سجن تدمر
، حيث يقاسي أشد أنواع التعذيب ،
حتى تتغير قناعاته الفكرية ، أو
يصفى جسدياً في هذا السجن ،
ويكاد يكون هذا السجن وقفاً على
الإخوان المسلمين ، وقد صرح ممن
فرج عنهم ممن خبر هذا السجن فقال
: الفرق بين سجن تدمر وسجن
المخابرات العسكرية في دمشق
كالفرق بين سجن المخابرات وبيت
المواطن العادي بين أهله .
يبلغ
طول سجن تدمر (125)م وعرضه (100)م
محاط بجدران عالية ، ويتألف من
(41) مهجعاً تطل على (7) باحات ،
ومعظم المهاجع كبيرة (18×5)م .
ويوجد فيه قسم للنساء عند مدخل
الباحة رقم (7) كان مستوصفاً في
الماضي ، وفي سجن تدمر (10)
زنزانات فقط ، كما خصص المهجعان
(21،22) للأحداث .
وفي هذا السجن مكان يسمى
الورشــة في الزاوية الغربية
وفيها يتم تنفيذ أحكام الإعدام
بعد المحاكمات الميدانية ، ومن
المؤكد أنه أعدم في ذه الورشـة
مايزيد على (15000) عضو من جماعة
الإخوان المسلمين يرحمهم الله
تعالى خلال الثمانينات ( كما
يقول الأخ محمد سليم حماد في
كتابه شاهد ومشهود ) . ومن أراد
التعرف أكثر على هذا السجن
ومايجري فيه من فنون التعذيب
السادية والوحشية فليقرأ كتاب (شاهد
ومشهود ) وكتاب (في القاع )
سجن
صيدنايا :
وقد بنت
السلطة في عهد حافظ الأسد سجناً
كبير اً، ومجهزاً بوسائل الراحة
في صيدنايا، وخصصته لمن تنوي
الإفراج عنه من السجناء بعد أن
نجح في ثقافة التطهير الوطني ،
وغير قناعاته وندم على ماضيه ،
وأعلن ولاءه للأسد ، يخرج هذا
السجين من تدمر إلى صيدنايا،
ليمكث فيه سنتين ، تعود عافيته
إليه قبل أن يخرج إلى الشارع
العام ويراه الناس ، أما سجن
تدمر فقد وصل بعض الآباء
والأمهات بعد أن دفعوا ما
يملكون من الذهب أو العقارات،
وسمح لهم بمشاهدة ولدهم مدة
ساعة واحدة فقط ، ولما أُحضر لهم
ولدهم أنكروه ولم يعرفوه ، وفي
بعض الأحيان خافوا من شكله
نستعيذ بالله من الفتن والمحن ،
لأن السجناء في تدمر عبارة عن
هياكل عظمية ، وآثار الجروح
بادية في كل مكان من أجسادهم،
الملفوفة بأسمال ممزقة دخلوا
بها السجن قبل عشرة أعوام أو
تزيد .
كما
تحضر السلطة السورية جمعيات
حقوق الإنسان الدولية إلى هذا
السجن ــ صيدنايا ــ لتشهد أن
سوريا تحترم حقوق السجناء
وتعتني بهم . وقد أنفقت الدولة
أموالاً طائلة في بناء سجن
صيدنايا ومرافقه لا تقل عن
تكاليف مباني جامعة كبيرة
هذا غيض
من فيض ، فقد أنفقت حكومات حافظ
الأسـد على السجون في سوريا
أضعاف ما أنفقته على التعليم ،
بمعرفة منـه ومن شقيقه رفعت
الأسـد . ومما يذكر لسوريا الأسد أن
أول أجهزة كمبيوتر استوردتها
حكومة سوريا كانت لصالح
المخابرات العسكرية ، وليس
لصالح الجامعات ، ومنذ أواخر
الثمانينات كان الشعب العربي في
سوريا كله مدخلاً في الكمبيوتر
، وتكفي ثوان لضباط المخابرات
العسكرية أو المخابرات العامة ،
أو الأمن القومي أو الأمن
السياسي أو أمن القوى الجوية أو
غيرها من سلطات الأمن ؛ كي
يعرفوا اسم كل مواطن وعمله
ومكان إقامته ، وأرقام هواتفه ،
وعنوانه ، وأسماء أولاده وزوجته
وأخوانه وأخواته وأعمامه
وأخواله ، وسيرة حياته ،
وبالتالي موقفه من النظام .
أما
الاهتمام بالحاسوب في الجامعات
والحياة المدنية فقد دخل سوريا
مع عهد بشار الأسـد فقط .
*
كاتب سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|