الصورة
المقلوبة..!
اضطهاد،
وكراهية السامية أمر واقع..
فلماذا الإنكار..؟
محمد
الحاج / سورية
إن مجرد إنكار العداء للسامية،
يعتبر اعترافاً بوجود هذا
العداء، وهو موجود فعلاً على
ساحة العالم، ويكاد يكون
كالجائحة.. إنه طاعون العصر،
ولكن..، على من تنصب الكراهية
والحقد، وأعمال القتل والتخريب
والاضطهاد، بله، على أي جزء من
العرق السامي، هل على الحقيقي
أم المزيف؟؟؟.
لماذا لم نجد من يعرف ماهية
السامية، ومن هم الشعوب من أصل
سامي، وهل اقتصر العلم والبحث،
والعلماء والبحاثة،
والسوسيولوجيين، وعلماء
الأجناس والأعراق على التعريف
الوحيد الذي تطرحه الصهيونية ؟
وهل فعلاً اليهود هم الساميين
الوحيدين على وجه الكرة
الأرضية؟.
مع إيماني المطلق بأن ما يطلق عليه
اليوم الكتاب المقدس – العهد
القديم - أي التوراة، هو كتاب
مزيف، ويحوي بين دفتيه من
الأباطيل والمتناقضات ما لا
يحويه كتاب في العالم، إلا أنني
لن أبتعد في كل أدلتي عن هذا
التوراة باعتباره القاعدة التي
يتبنى الغرب بالمطلق الاستناد
إليها في الإيمان، والدعوة إلى
التطبيق، وإقامة قواعد السلوك
التي يرضى بها الرب (الإله)،
وعليه، ومن منطلق الحاجة إلى
تعريف السامية الحقيقية أعود
إلى التوراة فقط، إذ يقول: ولد
تارح أبرام وناحور وهاران، وولد
هاران لوطاً ومات هاران قبل
تارح أبيه في أرض ميلاده في أور
الكلدانيين. تكوين 11/9، ويعيد
تارح إلى أبناء سام بن نوح..، في
حين يكون أبناء أبرام (إبراهيم)
إسماعيل، وبعده إسحاق،.. ويقول
التوراة: وأما إسماعيل فقد سمعت
لك فيه، ها أنا أباركه وأثمره
وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر
رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة. (تكوين
– 17/21).
وبما أن إبراهيم من أحفاد سام،
وإسماعيل هو ابن إبراهيم،
وباركه الرب بحسب التوراة وجعل
منه أمة عظيمة، فكل فرد من أمته
هو سامي، وهم هؤلاء البشر الذين
يمتدون من الجزيرة العربية حتى
حدود الأناضول، ومن المتوسط حتى
حدود فارس شرقاً، وهم أكثروا،
وغدوا أمة عظيمة.. إنهم ساميين
بشهادة التوراة، وطبقاً لكل
علوم الأنساب والوراثة الخ..
أبناء اسحق، وأحفاده، بدءاً من
يعقوب وأسباطه الاثني عشر،
اتخذوا من ساحل فلسطين وحول
الأردن مكان إقامتهم إلى جانب
الفلسطينيين، فكيف يستقيم
القول بأن الفلسطينيون القدماء
انقرضوا، وأن سلالة يعقوب ما
زالوا باقين حتى الآن ؟ وما السر
في ذلك..؟
اليهودية، والمسيحية، و"المحمدية"،
لا تحدد عرقاً بالمطلق، وهي
معتقد فكري إيماني، ولو كان كل
معتقد ديني يحدد عرق معتنقه،
لتغيرت واضطربت الأمور
والوقائع، وعليه لا يمكن
للصيني، يهودياً كان أم
مسيحياً، أم "محمدياً" أن
يكون من نفس جنس وعرق العربي أو
الأوروبي، أو غير ذلك، ويبقى أن
التركيز المطلوب هنا على
اليهودي، فهل يكون الخزري،
والهندي، أو الصيني، أو
الأوروبي، أو الأفريقي (الفالاشا)
هم عرق واحد ومواصفات
فيزيولوجية وجينية، ومورثات
واحدة لمجرد اعتناقهم
اليهودية، أو حتى المسيحية؟
أهل الجزيرة العربية قبل مئات
السنين كان بعضهم يهوداً، (من
حيث المعتقد) أو من خائفو الله -
الديانة الإبراهيمية - وبعضهم
من الوثنيين، وانتقل معظمهم إلى
المسيحية بعد رسالة المسيح عليه
السلام، ثم جاءت الرسالة "المحمدية"،
وانتشر الإسلام كما هو معلوم،
وهكذا فإن نفس التطور ينطبق على
أهل فلسطين والأردن، ومن نفس
المنطقة انتشرت المعتقدات إلى
كل أنحاء العالم، واليوم لا
يمكن لليهودي أن يكون من أبناء
يعقوب، أو "إسرائيل"، ومن
سلالته حصراً لمجرد الاعتقاد
والإيمان باليهودية، و إلا
لأصبحت القاعدة، ثم أن ينطبق
نفس الشيء على الآخرين، فلا
الاعتقاد بالمسيح يجعل الهندي..
وغيره فلسطينياً من نفس العرق
الذي كان منه المسيح، ولا
الاعتقاد والإيمان الإسلامي
"المحمدي" يجعل من شخص
المؤمن أيضاً قريشي - عربي - أو
حجازي، نسبة إلى قبيلة أو عشيرة
أو عرق النبي (صلعم). ويبقى من
المنطقي القول بأن كل يهودي
ينتمي إلى هذه الأرض بجذوره - أي
يهودي من العرق المشرقي - أي من
أبناء المنطقة المعروفة بأرض
الساميين تاريخياً.. هو سامي،
مثله كمثل غيره من أبناء
المنطقة من المسيحيين
والمحمديين. وأما غير ذلك فهو
أمر يجافي المنطق، ويتناقض مع
التاريخ والعلوم العصرية، ولمن
يؤمن بهذا المنطق ويرفض أن يكون
أبناء المنطقة جميعهم من
الساميين نقول ببساطة: لا يمكن
لرجل أن يلد أربعة أبناء ويكون
كل منهم من عرق مختلف عن الآخر،
يمكن أن تختلف الجنسية حسب
المنطق الدولي والحداثة
المعاصرة، لكن العرق يبقى نفسه.
وأما في القول بأن النسب يكون
للمرأة كما يتخرص الحاخامات
اليهود، فهذه النظرية تجعل من
البديهي أن لا يكون بعد اسحق أي
يهودي، حيث أن إسحق نفسه تزوج من
آرامية، ويعقوب أيضاً، وهذا
ينفي صحة القول بأن النسب لسارة
زوجة إبراهيم هو القطب الوحيد
الذي يحدد هوية السامية
الحديثة، ومن يطلقون على أنفسهم
صفة السامية لا يشكلون جزءاً
يسيراً من تعداد السامية عبر
العالم، وفي حين تنصب الكراهية
عليهم بالذات، من قبل الكثيرين
فعلاً بسبب سلوكهم المشين،
وعنصريتهم، تطال الكراهية
مصحوبة بالاضطهاد والتنكيل
والقتل والتخريب معظم أبناء
العرق السامي في طول المنطقة
وعرضها، وعلى رأس من ينكل
بالسامية ويضطهد أبناءها
الحقيقيين الولايات المتحدة
الأمريكية وقواها العسكرية،
بدفع وتحريض من أعداء السامية
الحقيقيين الذين لا يمتون إليها
بصلة ما، وإنما يتبنون هذه
المقالة زوراً، ولا يجدون من
يتصدى لهم في حقيقة الأمر، بسبب
امتلاكهم وسيطرتهم على وسائل
الإعلام العالمية المقروءة
والمسموعة والمرئية، وفي حين
تنشط عشرات، بل مئات المحطات
الأرضية والفضائية في عمليات
تزوير الواقع والحقيقة، وغسل
الأدمغة لكل العالم، نجد عشرات
المحطات الفضائية العربية تحصر
نشاطها في عمليات مبتذلة، عرض
الفن الرخيص، وابتزاز البشر
وسحب أموالهم، مستغلة القصور
العقلي، والحرمان الجنسي،
وأبسط مثال على ذلك، الاتصالات
بين أطراف من الشباب من كل
المناطق مع العاملات في هذه
الفضائيات وإقامة ما يمكن
تسميته عملية (طق حنك)، ويجد
المتصل متعة ما بعدها متعة في
الحديث إلى "فاتنة" تتلوى
على الشاشة وتبتسم له، وهي نصف
عارية.. والنتيجة معروفة، شراكة
قائمة، ودائمة بين شركات
الاتصالات، وأصحاب هذه
الفضائيات التافهة، ومزيد من
الدعايات الفارغة لمنتجات
البسكويت والفوط النسائية،
ومبيضات البشرة، والعلكة.
والنتيجة جيل (علاك).
السامية في خطر..! هذه حقيقة،
وينتظر هذه السامية مصير أسود
ومشؤوم تعمل أقوى وأعتى القوى
وأشرسها على تحقيقه.. هذا المصير
يحدده لكم ما يتخرص به كتبة
التوراة: ويكون بنو الغريب
حراثيك وكراميك، ورعاة مواشيك،
يلحسون غبار قدميك.. الخ، أوليس
هذا ما تخطط له العقلية
الصهيونية الماكرة، وتنفذه
قواها التي تسيطر عليها في بلاد
"العم سام"..! ومن هو هذا الـ
"ســــام"، ربما هو الآن
أصل السامية الحديثة..!!
تتنكر
قيادات العالم الغربي لمعاداة
السامية، ويقصدون بها فعلاً
معاداة اليهودية الصهيونية - في
حين يمارسون جميعاً صنوف
الاضطهاد والكراهية لأبناء
الشعوب السامية الحقيقية - في
المنطقة العربية ويبدعون في
عمليات التنكيل والانتقام،
وكيل التهم لهذه السامية
المسكينة التي لم يهيئ لها
القدر من يدافع عنها فعلاً لا
قولاً، بل نجد عندنا، من يبادر
للدفاع بصورة مقلوبة فيرفض وجود
عداء للسامية، ويعترف من حيث لا
يدري بأن السامية أصبحت مقصورة
على الصهاينة وهم اليوم خليط من
أعراق وأجناس شتى، والساميين
الحقيقيين في أرض فلسطين، وأقصد
حتى اليهود من الأصول المشرقية
السامية، يعيشون تمييزاً
واضطهاداً كغيرهم، عدا قلة
منهم، ومن يتابع يعلم الفرق بين
يهودي اشكنازي، ويهودي
سفارديمي.
ربما تكون مقالتي هذه قاصرة
وعاجزة عن الدفاع بشكل علمي
أدق، ومدروس، وهذا أمر عادي،
لكنها تبقى صرخة يمكن أن تدفع
بالبعض لينقب في كل الكتب،
والعلوم، ليكتب وينشر بكل لغات
العالم أن السامية الحقيقية
تتعرض للمعاداة والاعتداء بشكل
ممنهج، وأن الذين يضطهدونها هم
أنفسهم الذين يدعون أن هناك
عداء للسامية يتنامى بشكل
ملحوظ،.. إنه الحقيقة، العداء لا
يتنامى، بل إنه مكتمل النمو،
ويتجسد كراهية واضحة لنا في طول
وعرض أوروبا وأمريكا ولكل من هو
مشرقي، كما يتجسد عدواناً
سافراً علينا في كل أرضنا، من
فلسطين إلى العراق، إلى الجزيرة
العربية، بل إلى كل بقعة نشأت
وعاشت عليها السامية وأبدعت
فيها حضارتها، بدءاً من سومر،
وبابل، إلى آشور وآرام في دمشق
وتدمر، وقبلهم في أور كلدان (أورهية)
وكركميش وسميساط ونصيبين،
ونينوى وغيرهم.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|