ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/11/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


على المكشوف مع الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل:

تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول القرار 1559:

هل دخلنا عصر نظرية الفوضى

د.عماد فوزي شعيبي

لا بد من المكاشفة بلغة ليست سياسية أحياناً . فالسياسة هي الفهم والتفاهم (بالوما) أي بالإشارة التي يفهمها اللبيب، لكنني أعترف بصدق كامل أنني إزاء جهل بعض الأمريكيين والتجاهل المفرط للفرنسيين ، مصر هذه المرة على اللعب على المكشوف وإعلان ما يُعرف ولا يُقال خصوصاً إذا كان الأمر يتصل باستراتيجيات كبرى وبإلغاء إدوار تحت عنوان أمثل وهو : "لقد تغير العالم". نعم تغير العالم ولكن لم تتغير لغة السياسة !. وحدهم الإيديولوجيون أقنعوا أنفسهم بأن نظرية الفوضى ممكنة وأن استبدال الإرهاب بالمقاومة هو لغة هذا الزمان ، وان على الدول أن تقدم بلا مقابل ... إذا كانت هذه هي السياسة فهذا وهم لأن السياسة تغير اتجاهاتها ومصالحها لكن أدواتها لا تتغيير فكل شيئ بثمن والمقاومة مشروعة (طبيعياً) ، والفوضى لا تخلق استقراراً (كما الثورة) ... وهذا ليس موقفاً محافظاً إنه تعبير أمثل عن أن هنالك قواعد ناظمة الخروج عنها  كارثيّ.

فإذا كان المقصود بالقرار1559  برمته يحال إلى موقف سياسي لدولتين عظمتين يتمثل فيما إذا كان الرئيس  الفرنسي والإدارة الأمريكية يريدان الذهاب –فعلاً-  إلى أبعد حد في تطبيق هذا القرار أم أنهما سيكتفيان بجعله سيفاً مسلطاً فوق رؤوس السوريين كلٌ لأهدافه:

1) فرنسا تهدف به اعتبارات شخصية ومصلحية مع كل من لبنان وسورية، واعتبارات استراتيجية متمثلة في تخليها عن مسؤوليتها في حلف الناتو عن هذا القطاع من شرق المتوسط وإلحاقه بالجنرال جون أبي زيد قائد المنطقة الوسطى، وبالتالي المقايضة على دور دولي خلف الولايات المتحدة في هذه المنطقة وهو تخلٍ بلا مقابل سياسي جدّي، أقله كما يبدو لنا.

2) الولايات المتحدة التي لا يهمها عملياً إلا الاستقرار في العراق، وبالتالي فقد   جعلت القرار(مَلزمةَ حدادٍ) للضغط على الأصابع السورية، في لعبة عض الأصابع بخصوص مكاسرة أو مقاسمة الإرادات بين الطرفين بخصوص الأولويات في استقرار العراق.

السؤال الذي يطرح نفسه بشدة اليوم يتمحور عما إذا كانت فرنسا قد انضمت إلى جوقة اللاعبين غير العقلانيين في المنطقة؛ أي فيما إذا انضوت تحت لواء (نظرية الفوضى) التي جاء بها المحافظون الجدد الذين يحتلون البنتاغون حالياً، وأنها مستعدة فعلاً لتحمل مسؤولية تنفيذ القرار1559 بالسرعة التي يوحون بأنهم يريدونها وهي سرعة الفوضى، وهي مسؤولية تتصل بعدة نقاط لابد من طرحها بشفافية:

- هل تتحمل الولايات المتحدة وفرنسا مسؤولية عودة عدم الاستقرار في لبنان جراء الخروج السريع  للقوات السورية الضابطة للأمن دون حل قضية 420 ألف لاجئ فلسطيني، سيؤول وضعهم إما إلى تجنيس وتوطين سيفجر الصف المسيحي وربما الشيعي، قبل أين يكون ممتنعاً فلسطينياً،  وهوما يشكل  انفجاراً آخر؟. نقول هذا ولا نتمناه ونرجو ألا يتصور عابث أننا نهدد به (وهو ما لا نملكه كمثقفين أصلاً) فهاجسنا هنا المكاشفة من احتمالات هي قائمة على الأرض. 

- هل تتحمل إسرائيل إمكانية بقائها أمام احتمال عودة الفلسطينيين إلى ممارسة عملياتهم من جنوب لبنان، خصوصاً مع عدم قدرة أحد على منع ذلك بغياب حزب الله المدعو إلى التفكيك؟!. أي هل من مصلحة إسرائيل إن تعود إلى نقطة الصفر؛ أي إلى المربع الأول قبل عملية الليطاني عام1978 التي كان هدفها إبعاد فلسطينيي الشتات عن تهديد العمق الإسرائيلي(المدني).

من المؤكد أن سورية قاومت هذا التوجه منذ عام 1978 حتى عام1993 ووافقت على مضض وبلغة الواقعية السياسية على قبول المعادلة إلى حين، بعد أن أخرجهم (وأبعد السوريين) اتفاق  أوسلو، وبعد أن لاح لهم (أي للسوريين) أن السلام قادم عبر وديعة رابين، و من ثم بعد أن انسحبت إسرائيل من جلِّ جنوب لبنان وبات حزب الله أداة الردع- الاستقرار النسبي العقلاني.

السؤال الأهم :

-هل يصدق الأمريكيون والفرنسيون أن تحقيق الاستقرار ممكن بدون حلِّ قضية اللاجئين في لبنان في إطار حل (سوري- لبناني) – إسرائيلي؟.

 -ثم هل إسرائيل جادة في ركب موجة المطالبة بخروج القوات السورية، أم أن عدوى نظرية الفوضى قد انتقلت إلى الإسرائيليين، الذين لم تجف دماء قتلاهم وهم الذين دفعوا باراك لاعتبار الخروج من جنوب لبنان البند الأساس في حملته الانتخابي وصولاً لانسحاب هو أغبى انسحاب لجيش محتل في التاريخ؛ لأنه لم يحقق جرّاءه أي مكسب سياسي(أقله السلام) ؛ على اعتبار أن استقرار الحدود الشمالية لإسرائيل مكسب أمني وليس سياسياً وهو ليس مضموناً طالما أن ثمة ثغرة ُتدعى(مزارع شبعا) وطالما أن هنالك ثقباً أسود غائراً هو(القرى السبع).

- هل يصدق أحد يمتهن السياسة العقلانية، بأن خروج القوات السورية من لبنان يمكن أن يضمن استقراراً  داخلياً سياسياً وأمنياً في لبنان؛ خصوصاً مع الدعوة إلى تفكيك الميليشيات المسلحة والمقصود بها حزب الله، وهو-فعلياً- عامل الأمان للاستقرار والردع في ظل  عدم حل مشكلات أعمق أهمها: اللاجئين، والطائفية السياسية، والمليشيات الفلسطينية المسلحة وبذور نمو (قاعدة) لبنانية ستكون البديل الأمثل عن حزب الله(وهو الحالة العقلانية- السياسية الإسلامية الوحيدة تقريباً) في حال تفكيكه ...

وبكلمة: مجنون يحكي وعاقل يسمع.

- أما وقد بات الجنون احتمالاً، فالنتابع الجنون بأسئلة الجنون :

السؤال هو : من سيفكك حزب الله وتلك الميليشيات؟! لو أراد أحد أن يفعل(ولو حرف امتناع لامتناع)... وهل لدى سورية جمعية خيرية أو مؤسسة خدمات مجانية حتى تفعل ذلك كرمى لعين(المجانين!)؛ وما مصلحتها في هذا، وحزب الله أفضل نموذج لعقلانية سياسية مُقاومة؟. ألا تستطيع إذا ما دُفعت  نحو هذا الوضع أن تخرج بسرعة، وتترك الذين صاغوا القرار في الأمم المتحدة في مواجهة النتائج المترتبة عليه، إذا سيكون لزاماً عليهم أن يأتوا بأنفسهم أو مع إسرائيل لإنجاز هذا المطلب!.

- وهل يمكن أن يصدق عاقل أن تجربة المقاومة التي أخرجت إسرائيل(هرولةً) من لبنان  ليست في عمق إرادة الإسرائيليين ووعيهم ولا وعيهم أيضاً.

- ثم هل يصدق  أحد أن الأمريكيين الغرقى إلى حد طلب مساعدة سورية في العراق، جرّاء المقاومة (التي لم تكن بحسبانهم بهذا الحجم حسب تعبير باول) لم يتعلموا أم أنهم مجانين فعلاً؟!. ثم هل لا ينطبق قول جاك شيراك، قبل أيام بأن باب جنهم قد فتح في العراق، على لبنان لاحقاً، أم أن جاك شيراك (ذا الأصول الشرقية حسب تعبيره) قد عاد إلى جذوره نوستالجياً ليمارس الجهل... ثم ألا يعرفون ثمن ذلك مع حزب الله تحديداً أم أن المطلوب إلغاء ظاهرة حزب الله لأنه مرجعية لكل مقاوم ولأن المطلوب أن ينسى العرب أن هنالك إمكانية للنصر العسكري.

- مجنون يحكي وعاقل يسمع!!.

ومع ذلك فسورية العاقلة لن تمارس قول الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا      فنجهل فوق جهل الجاهلين

لأنها تقدر دائماً أن مواجهة الحماقة لا  تكون بمثيلتها إنما بالتعقل لأن مصير الأحمق أن يقدم رأسه لك بينما يضحك كثيراً من يضحك أخيراً، وما قلناه سابقاً هو جزء من كل ، نعني أن لدى سورية أوراقاً إذا ما قررت استخدام بعضها ستحيل كل هذا اللعب الصغير بالسياسة إلى الغرق في رمال متحركة. ففي السياسة ثمة قاعدة ذهبية تقول " الخيار الصفري جريمة ولا يجوز لك أن تقفل على خصمك كل مبررات الوجود لأنه ... سيتنمر ".

* رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ