تمخض
الجبل فولد فأراً
د:
عثمان قدري مكانسي
عودنا النظام أن يأخذ ولا يعطي ،
فإذا اضطرته المصلحة الضيقة –
وأقصد مصلحته التي لا يرى سواها
– أن يعطي الناس حقوقهم الفطرية
فإنه يبترها ، ويرسلها ممزوجة
بغصته التي لا تفارقه حين يرى
شعبه ينال بعضاً من حقوقه
المغتصبة . ومن الذي اغتصبها ؟!
أهو العدو التاريخي للأمة ؟ أو
هو من يدّعي خدمة المصلحة
الوطنية في العلن ويئدها في
الواقع ؟ ؟
في 17/ 03/ 2005 أي منذ أيام وبعد أن
جاءته الصفعات ممن خدمهم طويلاً
وأراق ماء وجهه – إن كان في وجهه
ماء - أراد أن يستميل شعبه المقهور الذي
أذاقه الويلات في العقود
الثلاثة الماضية ، وما يزال ..
ممن شردهم في الشتات ، ومنع عنهم
أبسط حقوق المواطنة – الوثائق
التي تثبت انتماءهم إلى وطنهم -
فعمد تحت ضغط المجتمع
العربي والدولي إلى الإعلان عن
إعطائهم حقهم في
وثائق السفر منقوصاً ...
جوازات السفر التي هي من حقوقهم
الفطرية التي لا ينبغي حجبها عن
أصحابها ، التي تعارفت عليها كل
الأعراف والقوانين الدولية
يصدر فيها قرار صرفها لعشرات
الآف المحرومين منها . ويتجلى
الظلم في هذا القرار بأمور
عديدة نذكر منها :
صرف لمدة سنتين فقط بدلاً من ست
سنوات لتبقى الغصة في قلب
المواطن ، والألم في صدره
مستمرين يفكر في تجديده مرة
أخرى ، وليشعر أنه محروم من
الأمن والأمان . وأن
الجواز الذي
بين يديه مجرد زائر ليس غير!!.
وأن الحصول على هذا الحق –
الزائر – لا يعني إسقاط
المطالبات القانونية الجائرة
أو غيرها من الأسباب التي منعته
ابتداء من حقه في الحياة الحرة
الكريمة . فهو ما يزال ملاحقاً
وليس من حقه العودة إلى بلده
الذي تركه مرغماً هرباً بنفسه
من اعتقال تعسفي طويل الأمد أو
قتل استئصاليّ إلا عن طريق
البوابة الأمنية . فقبل القدوم
إلى الوطن يجب تسوية "
الإشكالات " عبر السفارات أو
بواسطة " الأقرباء " أو
شخصيا " في أقبية النظام "
إن سولت لأحدهم الدخول إلى
سورية – أي إلى الوطن الحبيب –
دون رضاء الأجهزة القمعية
الجائرة . وهذا أكبر دليل على
سوء الطوية المتأصلة فيمن
تسلطوا على مقدرات الأمة .
وأن قانون العارسيئ الذكرذا
الرقم 49 لعام ثمانين وتسع مئة
وألف الذي يحكم بالإعدام على
الإخوان المسلمين ومن يؤيدهم
مايزال ساري المفعول ، وبهذا
يستمرون في مصادرة الرأي الآخر
، بل يحربونه جرباً لا هوادة
فيها .
وأن قانون الطوارئ الذي بدأوا به
انقلابهم ساري المفعول يقضون به
على حرية شعبهم الذي جثموا على
صدور أبنائه طيلة اثنين وأربعين
عاماً خنقوا به تطلعاته في
التقدم والحرية وقيدوه ، فأخروه
عن بقية الأمم
.
ولعل الضربات الموجعة من
السيدالذي سكن على الجبهة
الشرقية كسر إبرتهم ، وقص
أظافرهم ، ألجأهم إلى محاولة
" تبييض " سطر من صحائفهم
السوداء القذرة في سجل
انتهاكاتهم لكرامة هذا الشعب
المصابر فمنعهم اللؤم وخسة
الطبع أن يكونوا شرفاء . وقديماً
قالوا :
سوء المعادن يأبى منع صاحبـه
عن الدنـايا ويرديه إلـى
الزلـل
وسيئ الطبع يبقى
سيئـاً أبـداً
كالجعل
يحيى على قاذورة الؤشل
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|