طروحات
شارونية في
السياسة
والإعلام العربي
خالد
سليمان القرعان */ الأردن
تناقضات
عديدة بدأت تقترب من خيارات
الأيدلوجية الشار ونية ، إزاء
ما يجري من التطورات والتحولات
الأمنية والسياسية ، في الشرق
الأوسط ومناطق الخليج العربي ؛
تندرج من خلالها مسارات سياسية
خاطئة وخطيرة ، تجعل من الوضع
العربي التوتري المتصاعد ما
يفعل من الانحسار والتقوقع ؛ في
دوامة التراجع الداخلي الوطني
والخارجي الدولي ، والتي تتضاءل
طروحاتها الأمنية داخليا
بالتضاد مع توجهاتها السياسية
دوليا ، أمام التغييرات
والاملاءات العالمية ؛
المغايرة لمفاهيم وروابط
المجتمع العربي ، بل ومبادئ
الأمة العربية والإسلامية
مناطقيا ،
برؤى شمولية ، نتيجة التصورات الأوروبية
المناهضة نسبيا للخطر الصهيوني
في مناطق الشرق الأوسط والخليج
العربي ، وأخرى وليدة للتغييرات
المفاجئة في سياسة الإدارة
الأمريكية الأمنية وهمجيتها في
هذه المناطق ، بما يتناقض مع
معايير الفكرة الاجتماعية
والموضوعية من خلال المبادرات
والدراسات التي يطرحها الاتحاد
الأوروبي ، المتضادة بدورها مع
السلوكية العامة للحركة
الأمنية الصهيونية وصراعها مع
العالم العربي الإسلامي
.
اعتاد
شارون أن يردد في وقت الأزمات
إحدى نظرياته المشهورة : ( في ارض
المعركة يمكنك أن تناور أما في
الجبهة السياسية فعليك أن تمارس
حكمتك السياسية ) ؛ وما اكثر ما
يتردد على لسانه من عبارات
مؤثرة بوقعها على العالمين
العربي والإسلامي ؛ والسبب في
ذلك ؛ أن النظريات الشارونية
قابلة للتطبيق كالعادة ، وليس
كغثاء تقولات الساسة العرب
وقيعان سيلهم الهلامي ، الذي هب
بالأمة العربية في مهب الريح
وصر صرها ، وطواعيتها المألوفة
حتى للطفل العربي ؛ ليس فحسب بل
يمكن لأقاويل شارون ونظرياته أن
تهتز بها أركان الاتحاد
الأوروبي ، من
خلال الأعلام العربي الرسمي خادم الحركة
الصهيونية ومخابراتها ، على عكس
الأعلام الأوروبي ذاته ، الذي
لا يكترث لثرثرات ذلك الثور
الأعمى أو نظرياته ؛ على الرغم
من أن الساسة العرب وإداراتهم
الأمنية ، وتمثيلها الدبلوماسي
في كل مكان من العالم ، لا يزال
هائم ويراهن على الإدارة
الأمريكية في القيادة والتمثيل
مع الاعتقاد بأنها مشاركة
سياسية عارمة لم تتسن بعد
للكيان الصهيوني
.
ما
هو فوق أو ما وراء المألوف ، أن
السياسة العربية والأمنية
تتسابق في تطبيق هذه الطروحات
والنظريات الشار ونية وابعادها
، محاولة من خلال كل عبرة أو
مخطط يأتي به شارون في وساءل
الأعلام ، تبجيله وتنظيمه بل
وفرضه ولو بالقوة على الأمة
العربية ، بما لا يتناسب والوضع
الداخلي للامة العربية ، أو
الخارجي الطوعي والجاهلي ، الذي
يأتي به من هم في مرتبة
المحافظون الجدد ، أحلاف شارون
بالعرق والنسب والأمن والسياسة
داخل الإدارة القومية
الأمريكية ، للحفاظ على وصون
عالمية بنو صهيون على ارض العرب
والإسلام .
أحد
المعايير الأيدلوجية التناقضية
في محيط الشرق الأوسط والخليج
العربي صهيونيا وأمريكيا ؛
يتمثل نسبيا باحتلال العراق
عسكريا ، ودون أدنى اعتبار
للاتحاد الأوروبي ومصالحه
الاجتماعية في هذه المناطق
العربية ، بل إن الوقاحة
والهمجية تعمل على شرذمة الوضع
الأمني دينيا وقوميا واقتصاديا
، في قلب الأمة العربية
والإسلامية ، مما يعكس بمجرياته
وطابعه النزعوي : الخروج عن طور
الخليج الشرق أوسطي عربيا
وإسلاميا ، والانطلاق نحو
التكامل الأمني والسياسي
تعاقبيا إلى سوريا ولبنان ، من
خلال الحظر المفترض كما حل
بالعراق ومن ثم ترك الأمر في
مرحلة زمنية محددة على الدولة
العبرية ؛ لتطبيق أمنها العالمي
سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من
خلال استخدام قوتها العسكرية
.
*كاتب
ومفكر سياسي
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|