ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أسبوع الدم في حلب

خالد الأحمد*

ركزت الطليعة المقاتلة جهودها في حلب ، ثم حماة ، وذات يـوم من أواخر (1979) وأوائل (1980) صارت الطليعة توزع مجلة (النذير ) علناً في الشـارع ، وسيارة الأمن العسكري تراقب وترى ، ولاتجرؤ على منـع أفراد الطليعة من ذلك .

وحسـب نصيحة خبراء الجريمة السوفييت الذين استقدمهم نظام الأقلية في سوريا ، وخلاصتها (المذابح الجماعية ) التي ترهب الشعب ، لأن معظم الشعب ضـد النظام ، ويتمنى زوالـه ، وأدرك النظام أن معظم الشعب ضـده ، لذلك قـرر أن ينتقم من الشعب ، من معظم الشعب ، بشتى أديانه ، مسلمين ومسيحيين ، ريف ومدينة ، المهم يجبر الشعب على الرضوخ لحكم الأقلية ، ولاستبداد أسرة الأسـد .

ولهذا قام نظام الأقلية بعدة مذابح جماعية ، في حلب ، وحماة ، وجسر الشغور ، وجبل الزاوية ، وغيرها ، وكان لحلب نصيبها من هذه المذابح ، منها مجزرة هـنانـو يوم العيد ، ومنها هذا الأسبوع الدامي من التمشيط ، حيث تعدى جنود ( الجيش العقائدي ) على الأعراض ، والأموال ، والأرواح . والتبرير موجود وجاهز كما ســنرى :

أسبوع الدم في حلب :

منذ اليوم الخامس وحتى اليوم الثاني عشر من  نيسان (1980) احتل عسكر حافظ الأسـد مدينة حلب ونشروا في أزقتها التاريخية القديمة وفي شـوارعها الجديدة عشرات الدبابات وعشرات المصفحات ، وصدرت الأوامر بمنع التجول منعاً باتاً ، فمات بعض المرضى حيث تعذر إحضار الدواء لهم ، وشرع عساكر الفرقة الثالثة بقيادة شفيق فياض بتفتيش البيوت بيتاً بيتاً ، وكعادة التتار امتدت أيديهم إلى الحلي والأموال والأجهزة الكهربائية والسجاد العجمي والغسالات والثلاجات ، وإذا اعترض صاحبها أطلقوا عليه النار وزعموا أنه من الإخوان المسلمين .

المسيحيون أعداء للنظام أيضاً :

ولو أن الأمر وقف عند حـد السرقة والسلب والنهب لهان الأمر ، ولكن الناس فجعوا بأعراضهم ، فقد امتدت العيون الوقحة والأيدي الآثمة إلى أعراض الناس ، وقد وقعت عدة حوادث اعتداء على الأعراض ، نذكر منها هذه الحادثة في حي السليمانية فقد دخلت مجموعة من الفرقة الثالثة إلى بيت فيه عجوز قال للملازم : ياسـيدي سـكان البناية كلهم مسيحيون وأنتم تبحثون عن الإخوان المسلمين .

فما كان جواب الملازم إلا أن يصفع العجوز كفاً جعله يترنح ويسقط على الأرض ، ثم يتقدم الملازم ( الهمام ) مع عساكره يدوسون على جثته ثم يعبثون في البيت ماشـاء لهم العبث ( وفهمكم كفاية ) والحادثة على لسان كل حلبي . ويقدر هؤلاء الجنود ( العقائديون ) أن بيوت المسيحيين مملوءة بالنفائس التي يبحثون عنها ، والأموال التي يجمعونها ، على مرأى ورضى من قادتهم الكبار .

وفي حي العزيزية دخل التتار الأسديون إلى أحد البيوت لتفتيشه وكان فيه أبوان عجوزان مع بناتهما الصبايا الثلاث ، فحجز التتار الأبوين العجوزين في إحدى الغرف وأقفلوا عليهما الباب ، وسحبوا البنات إلى الغرف الأخرى لاغتصابهن وهن يصرخن ويستغثن ويولولن ، وكانت أصواتهن تقطع أقسى القلوب وتمزق أعصاب الأبوين الكبيرين ، فما كان من الوالد إلا أن فتح باب الغرفة المطل على الشـرفة وصار الأبوان يستنجدان ويصرخان ، وعندها صوب أبطال الأسـد نيران رشاشاتهم عليهما فأردوهما قتيلين ، وتكلم الملازم قائد المجموعة  بجهاز اللاسلكي قائلاً : لقد ظهرت مقاومة من أحد البيوت يبدو أنه قاعدة لعصابة الإخوان ، ولكننا قضينا عليهم ، ولما حضر المقدم ( معلا ) ليشهد بطولة جديدة من بطولات عساكر أسـد ، لاحظ قطعة من المرمر على باب البيت مكتوباً عليها ( أنطون قطوش ) ، ودخل البيت وشاهد جثتي العجوزين وشاهد ثلاث صبايا وشعورهن منفوشة وعليهن آثار اللكمات والكدمات وهن يولولن ويبكين أبويهن المغدورين ...

وأسرع الملازم يقول لقائده : إن هذه العائلة من الإخوان ، وقد حاولت منعنا من القيام بواجبنا ... وحانت التفاتة من المقدم ( معلا ) نحو الجدار فرأى في صدر الصالون صليباً كبيراً من المعدن الأصفر ، وبجواره صـورة كبيرة لمريم العذراء ، فقال : فعلاً هذه العائلة من الإخوان .

فمصطلح [ الإخوان ] صار يعني كل معارض لنظام الأقلية الفـاشي ، كل مدافع عن دينـه ، وكل مدافع عن عـرضـه ، وكل من تتحرك عنـده بقايـا النخـوة والمـروءة ، حتى لو كان بعثيـاً ، كل معارض لنظام الأقلية من [ الإخوان ] . وهذا وسام شـرف ناله [ الإخوان المسلمون في سوريا] .

* كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ