وداعاً
أيتها الكرامة
نجم
الأمير*
بيدك ضمدي جرحك يا كرامة,فما في
هذا الصمت المهين من يوقف
النزيف.
لا تستصرخي الرجال . لا تلوحي
بعباءة العز فما من أحد يملك أن
يرتديها وقبعة البيت الأبيض
بالشوك تنام على المحني من
الرؤوس؟
يمعن عدونا في إذلالنا . في
إحراقنا . و يتسلى بتشوية
أرواحنا و يفرض صور مهينه لنا
تستقر في عمق شعورنا.
وتصنع ذاكرة أطفالنا بطريقة
تخجلهم من أنفسهم .و تفاقم
إحساسهم بالعار والدونية ...
يريدون كسرنا من الداخل لنؤمن
بأننا غير مؤهلين للتحدي وبان
من يصدق نفسه حين تراوده
فيتبعها في مخالفة من آل حكم
الأرض إليهم لن يجد بانتظاره
غير العصا وملايين من المشاهدين
المسكونين بالذل يتجرعون
الإهانة بقلب مريض . فبينما
تتكرر المجازر الأمريكية
اليومية في العراق . تلمع العيون
فرحا في البيت الأبيض ومن والاه
وترتعش بالبهجة الأكف ويكاد
لعابهم يسيل وهم يتحدثون عن
الخطوات القادمة وعلى رأسها
إعمار العراق الذي خربوه
بأيديهم لاستنزاف ثرواته
واستعباد أهله ضمن مسلسل طويل
لم يشاهد العالم منه سوى أولى
حلقاته ...
ونسمع عن العدالة . وعن محاكمة
صدام حسين ورموز نظامه كمجرمي
حرب ولا نسمع عن محاكمة بوش قاتل
أطفال العراق . لا نسمع عن جريمة
العالم وهو يتفرج على العراقيين
وأجسادهم تكوى بأسلحة أمريكية
تستخدم لأول مرة . لم نسمع عن
عدالتهم والكيان الإسرائيلي
يستخدم الأسلحة المحرمة دوليا
ضد شعب اعزل لا يملك غير الحجارة
ومن الأسلحة الفتات .. لم نجد من
يستنكر التمثيل في جثث الشهداء
في رفح والخليل وخان يونس
والقتل المستمر لأطفال فلسطين
وهدم المنازل وتجريف الأراضي
كأعلى درجات الوحشية والحقد
الإسرائيلي
...
نتصرف بسذاجة مفتعله ويتصرفون
بوقاحة عفوية . يعلنونها حربا
صليبيه كل من موقعه . ونعلنها
تفهما لمبررات الطرف الآخر .
وتعاطفا والتزاما بإثبات حسن
النوايا . ويتحسس كل منا رأسه .
مادام لن يكون على قائمة
المتهمين بارتداء
الكوفية ... هجمة ضارية ضد أمتنا
بدءا بوصف المجاهدين
والمقاومين بالإرهابيين وحتى
محاربة الحجاب .. يريدون صياغة
إسلام جديد بيد أبنائه . إسلام
مروض غير قادر على إحياء الأمة
التي - على قلة حيلتها - مازالت
تؤمن في عمق شعورها ووعيها بأنه
طريقها إلى ذاتها. يريدون رسم
الديمقراطية في بلادنا على
طريقة , الكاوبوي , يمسكون
خيوطها بأيديهم ويحركون حملة
ألويتها كالعرائس . يجلسونهم في
مقاعد السلطة ويجرون الرعية على
الطاعة والخضوع باسم الحرية
والخلاص من الطغاة وإلا فبماذا
يفسر الأمريكيين حروبهم ضد
العرب والمسلمين وقتل الأطفال
والنساء بدون رحمه وتمثيل
الأفلام الإباحية بحق الشعوب .أوليس
هذا ما تفعله الأنظمة المستبدة
والمفرغة من الشرعية ؟!
رسالة أمريكا المدمرة ، ليست
للامة المنكوبة بالصمت وحدها ..
بل وللأنظمة التي تعمل على
تجويعها وترويضها, فتلك نهاية
من لا يسجد للرب الأمريكي ,, ومن
لا يملك أن يقيم الديمقراطية في
بلاده على الطريقة الأمريكية ،
ستقيمها عصا البيت الأبيض
بنفسها ، ووحدها ستختار الحجارة
الجديدة على رقعة الشطرنج .
*
كاتب وشاعر عراقي
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|