ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإخوان والتعدديـة السـياسـية

في سوريا

خالد الأحمد*

تعـريـف : التعددية السياسية معناها أن يسمح بتعدد الأحزاب في البلد ، حيث يتقدم مجموعة من المواطنين ، بطلب إلى وزارة الداخليـة ، يطلبون السـماح لهم بتشكيل حزب سياسي ، يذكرون اسمه وأهدافه ونظامه الداخلي ، وفي حدود أربعين يوماً يجب على وزارة الداخلية الموافقة على طلبهم ، وإلا اعتبر موافقاً عليه تلقائياً . ويجوز لكل حزب مرخص لـه إصدار صحفه الخاصة به ، والقيام بنـشاطات طلابية وتربوية واجتماعية وثقافية كما في دول أوربا الغربية ، والجزائر حالياً . وعكســه نظام الحزب الواحد ؛ حيث لايسمح في البلد لغير الحزب الحاكم ، كما هو في الاتحاد السوفياتي سابقاً ، وسوريا وتونس ، والجزائر في عهد بومدين ، والعراق …إلخ .

 والتعددية السياسية أسلوب من التعامل السياسي تأخذ بـه كثير من الدول المتقدمــة سياسياً ، وهو أفضل وقاية من أعمال العنف والثورات الشعبية ضـد الحكم الفردي ، وبالتعدية السياسية يتم التداول عى السلطة من قبل الأحزاب السياسية بواسطة الانتخابات ، كما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية ، ودول أوربا الغربية ، ويوماً بعد يوم يزيد عدد البلدان الملتزمـة بالتعدديـة السياسية.

وهـم سببه الجهـل :

ينظر بعض الناس إلى الحركة الإسلامية على أنها لاتـقبل التعددية السياسية ، ويدعو خصوم الإسلام إلى محاربة الحركة الإسلامية والحيلولة دون وصولها لى الحكم ؛ لأنها سـوف تفرض نظاماً آحادياً يمنع قيام أحزاب سياسية ، ويمنع المعارضة ، ويكم الأفواه ، ويصادر حرية الكلمة .

وقد سـاعد هـؤلاء بعضُ الدعاة ـ عن طيب قلب ـ عندما أفتـوا أنه لا أحزاب في الدولة المسلمة ، وأن التحزب لم يذكر في كتاب الله إلا في معرض الذم ، وأن المسلمين جماعة واحدة ، يقودهم إمام (حاكم ) واحد ، وطاعته واجبة عليهم بنص القرآن الكريم .

الإخوان والتعدديـة السياسية في سـوريا  :

 ومن خلال تاريخ الحركة الإسلامية في سوريا يتضح أنها وافقت على التعددية السياسية في عام ( 1943) ونجح نائب عن إخوان حماة وهو الشيخ محمود الشقفة يرحمه الله ، ثم دخل الإخوان السوريون مجلس  عام 1947وانتخب المراقب العام الدكتور مصطفى السباعي يرحمه الله ، وفي عام 1949م اختارت دمشق السباعي ، وصار نائبًا لرئيس المجلس ، وعضواً بارزاً في لجنة الدستور ، وفي هذا المجلس وضع الدستور السوري وكان للسباعي خاصة وللإخوان عامة دور كبير فيه ،  وقاد السباعي يومها الجبهة الإسلامية الاشتراكية ، كما شاركوا في مرحلة ماقبل الوحدة مع مصر عام (1956م) ، حيث شارك الإخوان بعدد من النواب في مجلس النواب ، منهم مصطفى السباعي يرحمه الله ـ المراقب العام الأول ـ ومنهم الدكتور نبيل الطويل ، والأستاذ محمد المبارك ، وغيرهم ، وكان في مجلس النواب عدد من النواب الشيوعيين يرأسهم خالد بكداش ، كما شاركت الحركة الإسلامية بأكثر من وزير منهم محمد المبارك (وزيرًا للعـدل) ، والدكتور الطويل (وزيراً للصحة ) .  والأسـتاذ عمرعودة الخطيب ( وزيراً للتموين ) ،كما شاركت الحركة الإسلامية في عهد الانفصال (1961م) بعدد من النواب في المجلس النيابي ،  وكان لهم كتلة كبيرة منهم الأستاذ عصام العطار ، والشيخ محمد علي مشعل ، والأستاذ طيب الخوجة من حمص ، والشيخان عبد الفتاح أبو غدة ومصطفى الزرقا عن حلب ، وزهير الشاويش عن دمشق ، وغيرهم . وصار في هذا المجلس ثلاثة أقطاب للقرار السياسي هم الأستاذ عصام العطار زعيم الكتلةالإسلامية ، وخالد العظم رئيس مجلس الوراء ، وأكرم الحوراني زعيم الكتلة الاشتراكية .

التحالف الوطني للشعب السوري :

وفي عام 1982م أسهم الإخوان المسلمون السوريون في إقامة التحالف الوطني للشعب السوري ، ويتكون هذا التحالف من عدة حركات سياسية منها الإخوان المسلمون ، والبعثيون القوميون المنشقون عن النظام السوري ، والاشتراكيون ، والناصريون ، وإحدى فصائل الحزب الشيوعي ، وبعض المستقلين ، ومازال هذا التحالف قائماً ، ونتوقع له دور بارز في سورية المستقبل .

كما أصدر الإخوان المسلمون السوريون حالياً المشروع السياسي لسورية المستقبل ، يحددون فيه معالم العمل السياسي ومنه التعددية السياسية وحرية الأحزاب . وقد جاء فيه : ( التعددية سـمة من سـمات المجتمعات البشرية  ، والاختلاف الفكري والسياسـي ظاهرة غنى في المجتمع يجب التعامل معـها لإثـراء وتمتـين الوحدة الوطنيـة ). كما جاء تحت عنوان السياسات الدسـتورية : ( التعددية السياسية وحرية تأليف الأحزاب ) .

كما أصدر الإخوان المسلمون [ ميثاق الشرف الوطني ] في أيار (2001) ، ودعوا فيه إلى التعددية بكل أنواعها ، الدينية والتقافية والعرقية ، وأعلنوا قبول الآخر ، بجميع هذه الألوان .

 كما دعا الإخوان المسلمون في سوريا إلى مؤتمر المعارضة السورية في شهر آب 2002 في لندن ، حيث حضرت عدة فصائل من المعارضة خارج سوريا ، من الإسلاميين والماركسيين ، والبعثيين القوميين ، والمستقلين ، كما حضر ممثلون عن الحركات الكردية ، وشخصيات علوية ومسيحية ، وهكذا مثل المؤتمر معظم ألوان الطيف السوري .

وبعد دراسة ميثاق الشرف الذي أعدته جماعة الإخوان المسلمون ، والمداولة والمناقشات ، وتعديل بعض الفقرات ، تمت الموافقة على هذا المشروع ، والتوقيع عليه من قبل المؤتمرين ، ليصبح الميثاق الوطني ، كما تشكلت لجنة الميثاق الوطني من سبعة أشخاص أحدهم علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا .

ثم طرح الإخوان المسلمون المشروع السياسي لسوريا المستقبل ومما جاء فيه :

في عام [2001] طرح الإخوان المسلمون في سوريا ( ميثاق الشـرف الوطني ) الذي تحول بعد مؤتمر المعارضة في لندن (2002) إلى الميثاق الوطني ، وفيه عبارات صريحة وواضحة يؤكد فيها الإخوان المسلمون في سوريا على التعددية السياسية ومنها :

( والدولة الحديثة دولة ( تداولية ) ، ومن هنا جاء الاشتقاق اللغوي لكلمة دولة ، وتكون صناديق الاقتراع الحـر والنـزيه ؛ اساساً لتداول السلطة بين أبناء الوطن أجمعين ، والدولة الحديثة دولة تعددية ، تتبين فيها الرؤى ، وتتعدد الاجتهادا ت وتختلف المواقف ، وتقوم فيها قوى المعارضة السياسية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، بدور المراقب والمسدد ، حتى لاتنجرف الدولة إلى دائرة الاستبداد أم ستنقع الفساد) .

كما أعلن الإخوان المسلمون السوريون في المشروع السياسي لسورية المستقبل ، الذي حددوا فيه معالم العمل السياسي ومنه التعددية السياسية وحرية الأحزاب . وقد جاء فيه : ( التعددية سـمة من سـمات المجتمعات البشرية ، والاختلاف الفكري والسياسـي ظاهرة غنى في المجتمع يجب التعامل معها لإثـراء وتمتـين الوحدة الوطنيـة ).  

وبعد أن سـرد المشروع التعددية الدينية والمذهبية والعرقية في سوريا يقول : ( وعلى أساس هذه الرؤية التاريخية لأبعاد التعددية ( الدينية والفكرية والفقهية ) ... نؤكد أن التعددية السياسية هي حقيقة واقعة في كل تجمع بشري ، كما أنها سـمة أساسية لأي دولة حديثة ، تسعى إلى بناء وجود تنافسي لتحقيق مشروع حضاري عام . ) ثم يعدد المشروع إيجابيات التعددية ومنها : ( 1 ـ طرح العديد من البرامج لتحقيق المشروعات الوطنية الكبرى . 2 ـ التخلص من سلبيات الرؤية الأحادية . 3 ـ تضع التعددية العمل العام تحت مجهر الرقابة الشعبية . 4 ـ التعددية السياسية هي المقابل الموضوعي للاستبداد . 5 ـ بناء مؤسسات المجتمع المدني ....الخ ) .

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ