الملتقى
الوطني للحوار
لندن..
وباريس
فوبيا
المواطنة
لن نمل من تكرار
الإعلان عن حرصنا على نصب خيمة
الحوار الوطني، بجميع
مستوياته، على الأرض الوطنية.
وأن تكون اللقاءات الوطنية
كالأعراس في أمسيات الحصاد،
خيمة في دمشق وأخرى في حلب
وثالثة في حوران ورابعة في
القامشلي، حوار على الساحل وآخر
في بطون الأودية وثالث في رؤوس
الجبال...
ملتقى الحوار
بوتقة تبدأ بالخلط فيتولد من
حرارة اللقاء المزج والانصهار.
والحوار هو الذي يحول الوحدة
الوطنية من (شعار) إلى (واقع) ومن
(هدف) إلى (إنجاز). وهو بوابة
العبور الوحيدة إلى (الآخر)
الوطني، إن صح أن نقول بوجود
الآخر في وطن يسوده الحوار
الحقيقي، فيلتحم فيه الموقف
وتتوحد الرؤى.
تحسس البعض من
لقاءات شرائح من المجتمع السوري
في لندن وباريس، وتشكك أو شكك
آخرون، وتصيد فريق ثالث، وبقيت
للوطن كلمته. كلمة الأرض (الأم)
التي ترفع طرف السجف لترى
أبناءها يتبارون في التعبير عن
طرائق البر بها والوفاء لها!!
في ظل حالة
وطنية اربدّ كل ما فيها وتجهم
تكون البسمة جسراً، والكلمة
الطيبة محطة انطلاق، وإظهار
الود والتفهم شكلاً من أشكال
الالتحام.
وهكذا كان نتاج
اللقاءين في لندن وفي باريس
أكثر مما أمّل منهما الملتقون!!
فلقد تم في هذين اللقاءين كسر
حاجز العزلة، وحاجز الخوف، ليس
من أجهزة الأمن، ولا من المحاكم
الاستثنائية، وإنما حاجز الخوف
من الذات الوطنية، وتم اقتحام
العقبة، واختراق دوائر
الثنائيات (الرخوة ـ الصلدة)،
والتقى مواطنون سوريون من لحم
ودم وعصب في عرس وطني واحد..
واستطاعوا فيما نحسب، أن يسقطوا
المراهنة على (فوبيا المواطنة)
التي راهن عليها المراهنون،
ووظفوها دائماً في استثماراتهم
السياسية الضيقة المحدودة.
ولهذا خافوا هم من اللقاء
وخوفوا منه!!
وهؤلاء
المتخوفون من اللقاء الوطني، أو
المشككون فيه، أو المتصيدون على
هامشه، مدعوون هم أيضاً لنزع (لباس
الخوف) ولينغمسوا في الدفء
الوطني الذي سيثمر لهم أيضاً
أمناً وسكينة واستقراراً.
ولقد أكدت
تجربة اللقاءات الوطنية في لندن
وفي باريس، بغض النظر عن المتفق
عليه أو المختلف فيه، وعن
النتائج والسياقات، أن الدعوة
إلى مؤتمر عام للمصالحة الوطنية
في سورية غدا أكثر ضرورة وأكثر
إلحاحاً، وأن الظروف الموضوعية
الدولية والوطنية تقتضيه،
وحالة الوعي العام التي سادت
اللقاءات تستوجبه.
إن اللقاءات
الوطنية جديرة بكسر حدة جميع
الثنائيات، التي يصنعها أو
يكرسها الوهم، كما أنها قادرة
على مطاردة أشباح (فوبيا
المواطنة) التي يوظفها
المستثمرون.
7
/ 6 / 2004
|