خصوصية
المشهد السوري
الفرصة
المفتوحة
زهير
سالم*
يقارب المشهد
السوري في كثير من مركباته
المشهد العراقي في عهده الآفل.
في جلسات النجوى بين ضحايا
القهر من السوريين والعراقيين
يتناجى الفريقان بتعداد المآثر
السلبية التي يخصهم بها ظالموهم:
الاستبداد والظلم والفساد
والمقابر الجماعية والحزب
الواحد وو..
ورغم التشابه
الكبير في بنية النظامين
وأساليب تعاطيهما؛ إلا أننا
نستطيع أن نميز في المشهد
السوري، في أيامه هذه، عنصرين
هامين يجعلان من فرصة الإصلاح
أمام النظام السوري أكثر
اتساعاً. بل نستطيع أن نقول
يجعلان للنظام السوري فرصة حرم
منها النظام العراقي.
العنصر الأول هو
أن الموقف الدولي مايزال يراهن
على النظام السوري، ويحاول أن
يصل معه إلى حلول فيما يخصه
بالطبع، من هنا تأتي الضغوط على
سورية بمتضمنات تتعلق بلبنان
والعراق وفلسطين، أكثر مما تشير
إلى حقوق الإنسان أو
الديموقراطية أو الفساد الذي
ينخر بنيان الحياة الاجتماعية
والاقتصادية في سورية.
الموقف الدولي
يؤكد أن أمام النظام (فرصة) وأن
بإمكانه أن يعيد تسوية أوضاعه،
ولأمر ما حرم النظام العراقي من
هذه الفرصة، وصدر الحكم بإسقاط
النظام ولو بالقوة.
لن يفوتنا في هذا
السياق أن نؤكد أن كثيراً من
المتطلبات الخارجية تقع في إطار
الرفض المشترك بين النظام
والمعارضة في سورية، وهذا الرفض
المشترك يعطي النظام مستند قوة،
وجداراً متيناً من وحدة الصف
الوطني يأوى إليه. وهي قوة إن لم
توظف في اتجاهها الصحيح ستولد
نتائج عكسية بالتأكيد.
أما العنصر
الثاني الذي يفسح الفرصة أمام
النظام في سورية للإصلاح، فهو
عقلانية المعارضة السورية
وصدقيتها الوطنية وامتداد
أفقها الواعي. فبينما تماهت
المعارضة العراقية مع الموقف
الدولي فلم تقبل من العهد
السابق لا صرفاً ولا عدلاً،
ماتزال المعارضة السورية
الإسلامية والعلمانية على
السواء، تلح على المبادرة
الوطنية لإنشاء معادلة جديدة
توحد الداخل في مواجهة الخارج
سلباً وإيجاباً.
المعارضة السورية
تجاوزت الأشخاص، وتجاوزت
الجرح، وأسقطت مفاهيم الثأر
العشائرية أو الفئوية، طالبت
بالعنب ولم تتوقف عند الناطور.
فتحت الأبواب مشرعة أمام
المصالحة الوطنية ودعت إليها،
ومع أن النظام (الخصم) سيكون
المستفيد المتقدم في ظل
المعادلة المنشودة التي أجمعت
المعارضة على المطالبة بها لأن
الوطن في تقدير هذه المعارضة
سيكون المستفيد الأول.
موقف المعارضة
السورية هذا يترك الفرصة مفتوحة
أمام النظام ليبادر بروح وطني
منفتح على التاريخ في أبعاده
المستقبلية ليصوغ ورقة براءته
وتساميه ولينخرط في المشروع
الوطني النهضوي بكل أبعاده.
*
مدير مركز الشرق العربي
03
/ 05 / 2005
|