ـ

ـ

ـ

الاثنين 21/06/2004

أفعال بعضها من بعض ‍‍‍!!

إرهاب شارون ـ إرهاب بوش ـ والإرهاب الأعمى

زهير سالم

قاس ذبح الرهينة الأمريكي في العربية السعودية، كما ممارسات شارون في فلسطين، وعسف بوش في العراق (الفلوجة ـ وأبو غريب).

قاس ومشين هذا الإرهاب ويذري بإنسانية الإنسان، ولا سيما حين يرتكب باسم الحضارة أو الديمقراطية أو شرعة الإسلام. دوامة العنف يديرها رؤوس الشر في العالم، ففي السعودية يذبح رهينة أمريكي، وفي العراق يقتل أربعة وعشرون مواطناً عراقياً، وفي فلسطين تقصف مروحية إسرائيلية بالصواريخ ورشتين للحدادة في غزة، وتستهدف النيران الإسرائيلية نواباً بريطانيين.. هذه عناوين الحصاد الدموي الآثم في يوم واحد..!!

أفعال شريرة بعضها من بعض، بل بعضها يولد بعضاً، وكلها تمتح من معين الكراهية والتعصب والضيق بحرية الإنسان وكرامته. مدان ومستنكر إرهاب شارون، وإرهاب بوش القاصد المدجج بالقدرة، ومدان ومستنكر الإرهاب الأعمى المنفلت من كل الضوابط الذي يضرب يمنة ويسرة بقسوة، باسم الإسلام وبعيداً عن شرعته الحنيفة.

هذه الأفعال الأثيمة بعضها من بعض، وبما أن جميع الناس يولدون متساوين، فإن لدم إنسان من مخيمات فلسطين، ولآخر في فلوجة العراق أو نجفه نفس القداسة التي لإنسان ولد في تكساس أو في واشنطن أو في نيويورك..

هذا الدم المسفوك ظلماً، وهذه الكراهية التي تضطرم في نفوس أقلية مدمرة على ضفتي الموقف الحضاري؛ كلها ثمرات تلقائية شوهاء لسياسات الإدارة الأمريكية التي كرست من موقع القدرة والقوة هذا النوع من العلاقة القائمة على القهر والاستلاب، فكانت هذه الحرب المجنونة بإعصارها الدموي التي تخبط خبط عشواء.

على عقلاء العالم أجمع، كل في موقعه، أن يبادروا إلى الأخذ على يد سفهائهم، وأن يضعوا حداً لدوامة القتل، ولدوامة العنف، ولكل المحاولات الخرقاء للعدوان على خصوصيات الشعوب، أو الاستهانة بحياة الإنسان.

عزاؤنا لأسر شهدائنا في فلسطين ولأسر ضحايانا في أفغانستان والعراق، ولأسرة الرهينة الأمريكي جونسون في سياق.. لأن جميع هؤلاء هم ضحايا سياسات الإرهاب الخرقاء.

21 / 6 / 2004