استقلال
العراق
يا
مرحبا
زهير
سالم
في
وثيقة مكونة من بضعة أسطر،
وخلال حفل بروتوكولي متواضع دام
خمس دقائق، أعلن بريمر قبل
الموعد المحدد بيومين إنهاء
الاحتلال، وعودة السيادة
للعراقيين.
بوش
وبلير تصافحا في قمة الأطلسي في
اسطنبول، وأشاد بوش بجدية العراقيين. ولعل السر في
تقديم الموعد أن يعلن عنه بوش في
هذا المحفل الدولي الهام، إضافة
إلى أسباب كثيرة على رأسها
السبب الأمني.
لن
نبادر عن الإفصاح عن رأينا في
هذا الاستقلال المصنوع
بالإرادة الأمريكية، وهذه
السيادة المظللة بالحراب
الأمريكية، لأن ذلك سيضعنا في
خانة المتشائمين والمشككين،
ولماذا نستبق الأحداث، مادام كل
آت قريب، ولن نتباله لننخرط في
عداد المتفائلين الذين
يتواجدون مع كل (مقام) ويرقصون
من على كل دف.
(استقلال)
العراق (وسيادته) مرهونان في
الأيام القادمة بالمصداقية
التي ستمثلها الحكومة العراقية
المؤقتة السيد (الياور) و(علاوي)
وباقي المجموعة.
وستتجسد
هذه المصداقية بقدرتهم على
التفكير بعيداً عن (السفير)
الأمريكي، والتحرك بعيداً عن (قائد
قوات الاحتلال)، والتصرف حسب
مصالح العراق وشعبه، وليس حسب
توجهات الإدارة الأمريكية مهما
كان لونها.
عندما
ستثبت هذه الحكومة المؤقتة،
أنها تمارس فعلاً سيادتها
واستقلالها ورشدها، وأنها
قادرة على تمثيل مصالح الشعب
العراقي، وإن تضاربت مع المصالح
الأمريكية، فستكون قلوب أبناء
الأمة جميعاً معها، وستحمل
البشرى بأن استقلال العراق قد
أنجز فعلاً وبلغ غايته.
أما
إذا كانت الأخرى، وقام السيد (جون
نيفروبونتي) مقام بريمر، أو
مقام (المندوب السامي)، الذي
يمرر قراراته وتوجيهاته من تحت
الطاولة..
وأما
إذا ظل الجيش الأمريكي يضرب في
كل اتجاه بذريعة محاربة الإرهاب
والإرهابيين فمعنى ذلك أن الذي
يفصلنا عن استقلال العراق ليل
طويل من الجهاد والمقاومة حتى
يبزغ الفجر الذي يقطع دابر
المحتلين في صورة الجندي أو في
تجسد (الإرادة)، ويقطع معهم كل
العملاء الذين رصدوا أنفسهم
لخدمة مآربهم الشخصية على حساب
القضايا الكبرى.
نتمنى
للشعب العراقي الشقيق الخير
والعز والرفاه.. وأن ينعم
بالاستقلال والسيادة والحرية.
01
/ 07 / 2004
|