دمشق
.. طهران
حالة..
وليس محوراً
زهير
سالم
ننظر
بإيجابية بالغة لكل أشكال
التفاهم والتنسيق والتعاون بين
دول المنطقة العربية الإسلامية.
لقد أفهمنا الأمريكان أننا في (الشرق
الأوسط الكبير)، مع التحفظ على
الاسم، أمة واحدة، نعيش في سياق
واحد، واخترعوا لنا دواء واحداً
فليكن.. لم يعد الطرح من (المحيط
الهادر إلى الخليج الثائر)،
وإنما عدنا لطرح مالك بن نبي
رحمه الله من تطوان إلى جاكرتا.
كل
خطوة نحو اللقاء، وكل جلسة في
سبيل التفاهم، فهم الواقع
وتحديد الخطوات ورسم الآفاق كل
ذلك عمل إيجابي ومطلوب.
اللقاءات الثنائية والثلاثية
والرباعية كلها إيجابية
ومطلوبة بشرط أن تعتبر دائماً
خطوات نحو أفق أرحب وأوسع.
في
هذا السياق نتساءل: لماذا توقفت
لقاءات خارجية الطوق العراقي
الطوق العربي (سورية ـ الأردن ـ
السعودية ـ الكويت) والإسلامي (تركية
وإيران).
إذا
كنا لا نلتقي إلا عندما نكون
متفقين، فلماذا يكون اللقاء، إن
لم يكن سبيلاً للاتفاق..؟
الأوضاع
في العراق تغلي، وقوات الاحتلال
تتهدد المنطقة أجمع، والصهاينة
قفزوا كما تؤكد شهادات الشهود
من (جنوب ـ غرب) إلى (شمال ـ شرق )
يجوسون خلال الديار، ويخترقون
بمشروعهم الأمني والسياسي
والفكري والاقتصادي، ومنطقتنا
لم تعد تحتمل سياسات التمزيق
والمحاور والقفز من فوق الحواجز
أو الوقائع. علينا أن نلتقي
مادمنا مختلفين لنحدث الاتفاق
أو لنقلل من شقة الخلاف، ولهذا
شرع الحوار.
من
خلال هذه الرؤية ننظر بإيجابية
إلى محاولة توحيد الرؤية بين
سورية وإيران.. تأتي إيجابيتها
عندما تكون خطوة على طريق
التفاهم ضد الآخر البعيد،
التفاهم الذي يصب في رؤية كبرى
تخدم مشروع الأمة الكبير في
العراق وفي فلسطين وفي سورية
وإيران على حد سواء.
مرة
أخرى الوضع في العراق يستحق
لقاء دول الطوق العراقي (العربي
ـ الإسلامي). ومرة أخرى نقدر كل
التحركات الإيجابية لإنشاء
حالة التفاهم التي تنداح
دائرتها لتشمل الدول العربية
والإسلامية أجمع. وبالتالي نرفض
كل سياسات المحاور الثنائية
التي توظف في الألعاب الصغيرة.
والمطلوب
محور عربي إسلامي واحد وموحد،
يواجه المحور الأمريكي
الصهيوني، وعلى هذا الأساس نقوم
كل المواقف والتحركات.
6
/ 7 / 2004
|