ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 08/07/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 


الضرب بيد من حديد

زهير سالم

يحاكم الرئيس العراقي السابق اليوم، لأنه ضرب بالأمس بيد من حديد.. ولكن عبارة (الضرب بيد من حديد..) لاتزال تتكرر في عالمنا العربي والإسلامي. حتى رئيس الوزراء العراقي الذي تسلم الحكم منذ أيام، مايزال يردد بأسلوب (صدّامي) انتقامي أنه سيضرب بيد من حديد.

الاعتراض على العبارة لا يعني تهاوناً في شأن من يخل (بالقانون) أو (بالأمن) أو يستبيح دماء الناس وأعراضهم وأموالهم.. ولكن مقاومة هؤلاء مهما كانت أهدافهم، لا يجوز أن تجر الحكومة التي أصل مهمتها حماية دماء الناس وأعراضهم وأموالهم إلى مثل تصرفات هؤلاء وأساليبهم، فتستبيح كما استباحوا، وتسفك الدم حيث سفكوا، وهي بدون شك من حيث القدرة أقدر وأقوى، فهم يضربون خلسة، ويتحركون خفية، وهي تضرب قاصدة وتتحرك جهاراً نهاراً.

إن فعل الخارجين على القانون، تحت أي لافتة، لا يمكن أن يكون ذريعة لحكومة لتخرج هي الأخرى عليه، وإن عدوان فريق من الناس على الحريات العامة لا يعطي الغطاء لمصادرة هذه الحريات.

هذه الذرائع نفسها هي التي عانت أمتنا منها في جميع الأقطار وكانت سبباً للفتن والشرور واستطارة الشرر وإشعال الحرائق، وتحول الحكومة من منطق الدولة المظلل بسيادة القانون إلى منطق العصابة والعصابة هنا ليست بمعنى الفئة أو الجماعة، وإنما بمعنى القوى التي لا تتقيد بعهد ولا ترقب في مواطن إلاًّ وذمة.

يشهد الكثير من دول العالم المتحضر حالات من التفجرات العنيفة، والعدوان على أمن المجتمع وسلامته. مَن منا لم يسمع عن الجيش الجمهوري الإيرلندي ولكن هذا الجيش وأعماله بالغة القسوة، لم تفرض حالة الطوارئ في بريطانيا، ولم يكن ذريعة لفتح السجون، وتغييب المعتقلين ونصب المشانق.

أخبار الإيتا الإسبانية هي الأخرى ليست ببعيدة عن أسماعنا ولكن إسبانيا التي تعلم شعبها قبل حكومتها كيف يستنكر أعمال هذه المنظمة، وكيف يعزلها، لم تهدد (باليد الحديدية) التي نسمعها في عالمنا العربي بل التي تمارس علينا ليل نهار في عالمنا العربي.

حين نتحدث عن التغيير في هذا العالم، علينا أن نتحدث عن تغيير المناهج والعقليات لا عن تغيير الأشخاص لأن التغيير لا يكون باستبدال (بعث) (ببعث) ولا (صدام) (بصدام)..

وتغيير المناهج أيضاً لا يعني أن نحذف من مناهج التعليم معاني (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..) أو (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا..) أو (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة..)، وإنما يعني أن يصبح قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان..) حالة ذهنية تغل يد صاحب السلطة فلا يفكر بغير (العدل) والرأفة والرحمة ومحاولة جمع المواطنين على هذا النهج بعيداً عن الغل والحقد والكراهية والانتقام.. هذه القيم التي غذت سياسات عهود مضت وماتزال تعطي ثمارها حصاداً مراً في واقعنا السياسي والاجتماعي.

نعم قد تحدث تفجرات في كل المجتمعات الإنسانية ولكن المجتمعات المتحضرة هي التي تعرف كيف تعالج هذه التفجرات بروح المسؤولية والإدراك للأسباب والبواعث. وإذا أفلحت سياسة القبضة الحديدية التي تأخذ البريء بجريرة المسيء فإنما تفلح إلى حين وفي هذا وحده درس وعبرة.

8 / 7 / 2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ