ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/07/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 


وصلت إلينا هذه الرسالة عبر البريد الالكتروني من الأخت سمية في شهر التناصر مع المفقودين في السجون السورية ونحن بدورنا نخلي لها مكان (رؤية) شاكرين لها مشاركتها المؤثرة..

أبتاه ماذا.. ؟

سمية خالد

أبتاه مازلتَ هناك، منذ كنتُ أجهل معنى الزمان والمكان، مازلت مكانك أمام الباب ببسمتك وذراعيك الممدوتين تتلقاني.

كبرت وكبرت وأنا الآن أم ولدي أطفال في عمري يوم كنت أجري كلما دار المفتاح في قفل الباب، ولكنني أمام ذكراك مازلت تلك البنت الصغيرة، ومازلتَ أنت الرمز والأمل، ومازلتَ الباعث والحافز في كل محطات حياتي.

كنت أسمع أمهات كثيرات يهددن بناتهن بآبائهن كلما شعرن أنهن تمادين في الشغب والعبث، فإن أمي كانت تقول لي دائماً بعينيها الدامعتين: أتريدين أن يكون البابا سعيداً..؟ إذا كنت تريدين أن يكون البابا سعيداً فعليك أن تحفظي هذه الآيات من القرآن.. وحفظت أولى السور من أجلك يا بابا.. وتقول: إذا كنت تريدين أن يكون البابا سعيداً فعليك أن تلتزمي بالصلاة.. وصليت قبل أن أبلغ السابعة، وصمت قبل أن أعي معنى الصوم، ولبست الحجاب وكنت أتعثر في مشيتي به، وواظبت على الدراسة والتعلم حتى تفوقت.. فعلت كل ذلك ابتداء من أجلك يا أبي، لأن سعادتك وأنت بعيد كانت غاية المنى والطلب، والباعث الحثيث الذي أمسكت به أمي لتدفعني لما تظن أنك تحب، وتمنعني عما تظن أنك تكره.

سنين مضت، وكبرت الفتاة التي تركت، ووعت المأساة وإن كان ثقلها أبهظ من أن يحتملها قلبها الصغير ونفسها الغضة التي لم تعرف الشر ولم تسمع به.

أبتاه ماذا أكتب إليك..؟ بعد ربع قرن وأنا أكيدة أنك ستسمعني يوماً في هذه الحياة، أو أن بسمتك المثبتة جيداً في ذاكرتي ماتزال ملازمة شفتيك وأنت ترنو إلي من نافذة الخلد الذي تعيش..

ابني خالد، حمل اسمك، لأنني وحيدتك التي تركت، وقد تنازل والد زوجي عن حقه التقليدي في الاسم بغبطة وبهجة.. وأنا فخورة بك بقدر ألمي عليك، فخورة لأن أمي أخبرتني أنك كنت (سيداً) حقاً، وأنك كنت  واسع المعرفة، دمث الأخلاق، لين الجانب، سهل الخليقة، كنت تحاسب نفسك على الكلمة إن بدرت فظننت أنها سببت ألماً لإنسان..

أبتاه لمدة طويلة لم أفهم لماذا آلموك وآلموني كل هذا الألم.. الأحداث الأخيرة شرحت لي كل شيء، الخبر الذي سيجعلك أكثر سعادة فيما أظن، وكما كانت تقول والدتي، إن الغطاء قد انكشف، وأن الحقائق قد غدت جلية أمام الجميع، حتى الذين كانوا يمارونكم فيما تقولون فاؤوا لما كنتم تقولون!! وكنت أنت يا أبي واحداً من الذين كشفوا هذا الغطاء..

أبتاه ماذا أكتب إليك..؟! غير أن أقول:

(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيّ ) (رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

  ابنتك

سمية خالد ـ 8/7/2004

10/7/2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ