القاضي
الأمريكي في العدل الدولية
الأمريكي
الطيب أين نراه ؟
زهير
سالم
كثيرون
من أبناء الشعوب العربية
والإسلامية والمقهورة يتساءلون:
الأمريكي الطيب هل هو موجود؟!!
ذلك أن الملامح البارزة على سطح
السياسة الأمريكية، ومنذ عهد
بوش بشكل خاص، ألقت ظلال اليأس
من وجود الأمريكي الطيب، وجعلت
العلاقة الإنسانية بين الشعوب
والحضارات تدخل نفقاً مظلماً لا
ينشئ مودة ولا إخاء.
خروج
القاضي الأمريكي في محكمة العدل
الدولية على إجماع زملائه
الأربعة عشر، جاء صورة أخرى
للفيتو المناقض للعدل والمكرس
للظلم والخارج على الإجماع
الدولي والذي شهرت به أمريكا
منذ سقوط الاتحاد السوفييتي.
انعكاس
موقف القاضي الأمريكي ليس على
شخصه بالذات، وإن كان تصرفه ذا
طبيعة فردية ورسمية، وإنما يرتد
هذا الانعكاس ليشمل الشعب
الأمريكي بأسره، ويحفر ملامح
الصورة القاسية (لراعي البقر)
الذي لا تنبع العدالة في مفهومه
إلا من فوهة مسدسه، في ضمير
العالمين..!!
إن
الإجماع العالمي على التمسك
بالعدل في تجسداته الفطرية
التلقائية تستصرخ الضمير الطيب
في الشعب الأمريكي ليبادر إلى
التعبير عن نفسه، وإزاحة هذا
الركام من المظاهر السلبية التي
كرستها السياسات (الرأسمالية)
للشركات المتعددة الجنسيات
التي تغولت على السياسة،
وللمتطرفين التوراتيين الذين
تغولوا على العقل والثقافة.
على
(الأمريكي الطيب) أن يحسن
استقبال إشارات الود التي تصدر
عن الأمم والشعوب والأفراد في
هذا العالم، وأن يرد التحية
بأحسن منها من موقع قدرته
وتفوقه، أو بمثلها حسب مقتضى
العدل والإنصاف.
القضاء
مقام رفيع وشريف وحين يصل
الانغماس في التبعية والانحياز
إلى كرسي القاضي فعلى العدل
والحضارة السلام.
لن
يصدق العالم أن القضاة الثلاثة
عشر، مع الاعتذار للقاضي
العربي، كلهم كانوا منحازين أو
مخطئين، وأن قاضياً أمريكياً
واحداً محقون بمصل الكراهية
للمسلمين والعرب والفلسطينيين
كان بمفرده على صواب.
لقد
قال العالم كلمته في جدار
الكراهية والعنصرية والغطرسة
وأجمع عليها.. وبقي أن نسمعها من
الأمريكي الطيب أيضاً لينضم هو
الآخر إلى مسيرة العدل والحرية
والإخاء.
11
/ 7 / 2004
|