من
ناغازاكي إلى النجف
منطق
العدوان
زهير
سالم
تمر
بالعالم هذه الأيام ذكرى مأساة
المدينة اليابانية (ناغازاكي)
التي كانت الضحية الأولى للسلاح
الذري الرهيب.. وتترافق هذه
الذكرى مع أشكال العدوان على
أرض العراق، وبالذات على النجف
الأشرف حيث يحصد السلام
الأمريكي أرواح العشرات بل
المئات من البشر.
قسوة
السلاح الأمريكي وشدة وطأته
تنال من الأجساد وتسفك الدماء
وتزهق الأنفس ولكنها أبداً لا
تنال من إرادة الشعوب التي تأخذ
قرارها بالدفاع عن وجودها
وذاتها.
قلنا
للأمريكان في هذا المقام قبل أن
يدخلوا العراق، إن حربكم في
العراق ستبدأ يوم تنتهي الحرب
الرسمية، ونقول لهم اليوم إن
جبهة أخرى ستفتح عليكم يوم يخطر
ببالكم أن تنالوا من حرمات
المسلمين في النجف أو في كربلاء. ولن تكون أقل هولاً شراسة من التي
تعانون حتى الآن.
من
الشعور المتضخم بالعظمة، ومن
الغرور القاتل يندفع الأمريكان
في معاركهم في منطقتنا دون
قراءة للواقع أو حساب
للانعكاسات، ربما هم لا
يدرون، ولم يشرح لهم مخبروهم
وعملاؤهم ماذا يعني أن تنال
قذيفة طائشة من مرقد الإمام علي
رضي الله عنه!! ولمرقد الإمام
علي حرمته ومكانته عند شيعة
العراق وسنته على السواء، بل
عند مسلمي العالم أجمع.
لقد
أساءت الإدارة الأمريكية إلى
شعبها يوم قررت دخول العراق،
وأساءت مرة ثانية يوم دخلت
العراق، وأساءت مرة ثالثة
بأساليب تعاطيها مع الوضع في
العراق.. وعليها أن تفكر كثيراً
وعميقاً لتجد لنفسها المخرج من
الوضع الذي حشرت نفسها فيه.
من
جهة أخرى فإن إبحار الولايات
المتحدة عكس إرادة الحياة، وعكس
إرادة شعوب العالم أجمع هو الذي
يدفعها اليوم إلى التفكير بصنع
المزيد من القذائف النووية
للاستخدامات المحدودة!! تفكير
شيطاني آخر يثير قلق بني
الإنسان، وغضب كل محبي السلام،
ويضع الإدارة المتغطرسة في مقعد
كره لا تحسد عليه.
على
شعوب العالم أجمع أن تبادر
للإحاطة بالإرهاب الأمريكي،
وبجنون العظمة الأمريكي،
وبالغرور الأمريكي، ليكون
العالم أكثر أمناً واستقراراً
وازدهاراً.
وعلى
الإدارة الأمريكية أن تعرف
جيداً ماذا يعني النجف بالنسبة
لمسلمي العالم قبل أن تفكر في
جعله ساحات حرب ومسرحاً
للقاذفات والراجمات الأمريكية.
8
/ 8 / 2004
|