نستخلص
العبرة من درس دارفور
ونأباها
زهير
سالم
نتفهم
الدرس الأمريكي في دارفور، بغض
النظر عن أبعاد المشكلة
الداخلية السودانية. نتفهم
الظروف والأبعاد التي تقفز
بقضية داخلية محدودة ومزمنة إلى
سلم أولويات المجتمع الدولي،
فتنغمس في هذه القضية الدول
الكبرى والصغرى، وتصبح الشغل
الشاغل للأمم المتحدة، ووكالات
الأنباء ومحطات الفضاء،
ومنظمات حقوق الإنسان. ويصبح
المعارضون في (دارفور) نجوم
السياسة، يقفزون من مؤتمر إلى
مؤتمر ومن فضائية إلى أخرى، تقف
في أبوابهم كبرى صحف العالم،
وعظام رجال السياسة؛ فلقد مست
العصا الأمريكية السحرية
القضية المزمنة الموات،
فجعلتها حديث العالم، وملء سمعه
وبصره، والقضية التي لا يجوز أن
يقفز عليها بيان ختامي أو
يتجاهلها مؤتمر صحفي.
لا
نظن أن السودان أكثر أهمية في
العين الأمريكية من سورية
المجاورة لاحتلالين والمتهمة
باحتلال. ولا نظن أن معارضة
دارفور تملك أوراقاً وعدالة
قضية أكثر مما يملك شعبنا
المضطهد المقهور في سورية!!
والصالون
الأمريكي مفتوح دائماً لتوظيف
الاختلالات، واستثمار الأوضاع
الشاذة. نتفهم درس دارفور،
وندرك أبعاده، ولكننا الحرة
التي تغضي على الجوع وتأبى.. فهل
يتفهم الآخرون الدرس، وهل
يدركون أن في هوامش المجتمعات،
وزوايا الأوطان أناساً تطيب لهم
ريح السموم، فيبادروا إلى رفع
أشرعتهم للاستفادة من إتائها!!
15
/ 8 / 2004
|