مرقد
الإمام علي
تحت
سنابك الدبابات الأمريكية
زهير
سالم
كما
غاصت خيول الصليبيين في دماء
المسلمين إلى الركب، يوماً في
بيت المقدس، وكما نادى (أللنبي)
يوم دخل فلسطين: الآن انتهت
الحروب الصليبية، وكما وقف غورو
على قبر صلاح الدين ليجهر
بمقولته ها قد عدنا يا صلاح
الدين.. يصر رامسفيلد وعصابته
وعملاؤه، على أن يخوضوا في دم
شعبنا في النجف الأشرف، وأن
يدنسوا طهر المكان، وأن يتَحدوا
(حيدرة) الذي كال لهم ولأوليائهم
كيل السندرة، يوم خيبر.
ما
أن تنفست الأمة الصعداء، وهي
ترى بوادر الانفراج في الأزمة
حول النجف، حتى خرج علينا، ناطق
الشؤم رامسفيلد يعلن إصراره على
استباحة النجف، وتدنيس قدسية
المكان وطهره، وما أن نطق ناطق
الشؤم بتحديه ذاك، حتى علمنا أن
الأمر قد خرج من يد أهل العراق،
ليصير بيد المقهورين في خيبر!!
إن
أولى دلالات انتكاس الاتفاق
الذي كاد يبرم حول النجف، هي أن
حكومة علاوي ليست بذات سيادة،
وأن هذه الحكومة إنما هي منفذة
لأوامر المحتل، لا تملك من
أمرها شيئاً. ولعل هذه الحقيقة
هي التي تضع العراقيين جميعاً
أمام موقف شديد الوضوح، لا لبس
فيه، وهي التي تفرض عليهم أن
يوحدوا الصف والكلمة في مواجهة
الاحتلال وأدواته على السواء.
يجب
أن تفوت الفرصة على الاحتلال أن
ينفرد بمدن العراق مدينة مدينة،
وبأبناء العراق فئة فئة.. الواجب
أن تشتعل العراق تحت أقدام
رامسفيلد وعماله، حتى يحسب
لرعوناته ألف حساب قبل أن
يطلقها. لقد ولى زمن الصمت، وزمن
الفرجة على ما يجري على المسرح
فليست الفلوجة أو الأعظمية
وحدهما المستهدفين وإنما
المستهدف أيضاً النجف وكربلاء
والبصرة وكل مدن العراق، وكل
شعب العراق. لقد أصبح الصمت وصمة
في جبين أهله.
كما
على مسلمي العالم أجمع أن
يحزموا أمرهم ليعلنوا موقفاً
موحداً، وأن يترسوا جميعاً
لحماية مرقد الإمام علي كرم
الله وجهه ورضي الله عنه.. لتعلم
الإدارة الأمريكية أن حرمات
المسلمين عصية على الاجتياح،
وليدرك الجهلة على أي أرض يقفون.
نستنكر
العدوان على النجف الأشرف،
ونستنكر محاولات النيل من ضريح
سيدنا علي كرم الله وجهه، وندعو
أمة الإسلام أجمع إلى وقفة صدق،
ووقفة عز للذود عن الحرمات،
وتحرير المقدسات.
16
/ 8 / 2004
|