مجلس
الأمن
لبنان
أو الجولان ؟!
زهير
سالم
ابتداء
نحن مع ثبات الدساتير، مع
احترامها وتوفير سيادتها، ورفض
المساس بها لتكييفها مع وضع فرد
أو فئة، أو رغبة قوة أو مصلحة
مستفيد. ونحن مع سيادة لبنان،
واستقلال لبنان وحريته، ولكن في
إطار الخصوصية التي تربط
الشعبين والقطرين. خصوصية تعني
الدفء والتلاحم ولا تعني
السيطرة والاستلاب.
ولكن
هذه الأوليات التي نؤمن بها،
وندافع عنها شيء، والمضمار الذي
سعى مجلس الأمن فيه في دعوته إلى
انسحاب القوى الأجنبية من لبنان
شيء آخر، نعترض على اعتبار
الوجود السوري في لبنان وجوداً
أجنبياً، فهو وجود له خصوصيته
وله دوره الوطني والإقليمي،
ولكننا مع المطالبين بوقف
التدخل السوري في الشأن
اللبناني. نحن مع انسحاب (العسكر)
بوجهيهم الرسمي والأمني من
الحياة السياسية ليس فقط من
لبنان، وإنما من سورية أيضاً،
ليتوفر الجيش على مهامه في حفظ
الاستقلال والدفاع عن الوطن
ولتتوفر للمؤسسات الرسمية
والمدنية سيادتها، وحريتها
واستقلالها.
إنه
لمن العجيب المفارقات أن يحشر
مجلس الأمن نفسه في إطار
العلاقة (السورية ـ اللبنانية)
ويصدر قراره بشأنها، بينما يغضي
عن الوجود الصهيوني على أرض
سورية حيث يجثم احتلال بغيض!!
كان
الأولى بمجلس الأمن أن يلتفت
إلى التهديدات التي تنطلق من
أفواه العسكريين الصهاينة ليل
نهار، والتي تنذر بقصف الأراضي
السورية، وأن يرى فيها تهديداً
مباشراً للسلام والاستقرار في
المنطقة!!
ثم
إن حرص العرب واللبنانيين بشكل
خاص على صداقة فرنسا، وعلى
دورها المتميز في المنطقة،
يتطلب من باريس أن تكون أكثر
حكمة في موازنة مواقفها
وسياساتها ففي عالم مجنون عربدت
فيه القوة والنزق والطيش يبقى
دائماً للحكمة دورها وهذا الذي
تنتظره شعوب المنطقة من فرنسا
وفرنسا بالذات.
5
/ 9 / 2004
|