ضحايا
بيسلان
في
عالم
يفتقد الحكمة
زهير
سالم
الرعونة
وحدها هي التي حصدت أرواح مئات
الأطفال الأبرياء في (بيسلان).
وعندما يكون الفرد أو المجموعة (أحمق)
أو غير مسؤول؛ فإن على الدولة أن
تتحلى بالحكمة والتعقل وتقدير
عواقب الأمور.
مخطئون
بكل تأكيد أولئك الذين اختطفوا
الأطفال وحولوهم إلى رهائن،
ومادة للمساومة. مخطئون مهما
كانت عدالة قضيتهم، مخطئون
وخارجون على القيم التي يرفعون
شعارها. وهم أيضاً مجردون من
الأفق الاستراتيجي، والإدراك
السياسي لانعكاس الفعل
وسياقاته. إدانة هؤلاء حيثما
تحركوا أو ضربوا لا تكفي، ولا
تقي الإنسانية مخرجات أفعالهم.
إذا
لم يكن من المقبول أو المطلوب أن
تخضع الحكومات والدول لرغائب
وطلبات هؤلاء كشكل من أشكال
الاستجابة للابتزاز السياسي،
فإن الخيار ليس مضيقاً دائماً
بين النزول على حكم هؤلاء
والاستجابة إلى طلباتهم وبين
الخيار المأساوي الأرعن الذي
عودتنا الحكومة الروسية أن تصير
إليه، بهمجية تخلو من أي شعور
بالمسؤولية أو تقدير لقيمة
الحياة الإنسانية، حتى ليقول
المرء إن تصرفات هذه الحكومة هي
الوجه الآخر للفعل الذي تحاول
أن تصادره. نقارن بينما حصل في
بيسلان وبين ما حصل من قبل في
مسرح موسكو من عملية بدائية
ووحشية.
في
كل المعارك من هذا النوع لا يمكن
أبداً أن يوازن فعل الأفراد
والمجموعات بفعل الدولة.
فالدولة مسؤولة حتى عن حيوات
هؤلاء الخارجين عليها. والعالم
يحتاج إلى الكثير من الحكمة،
وإلى الكثير من ضبط النفس،
للخروج من المأزق الضنك التي
دفعته سياسات الاستعلاء
والاستفراد إليه.
على
قوى الخير في العالم أن تتوقف عن
الرقص على عزيف المتجبرين، وأن
تطالب بموقف إنساني يرفع قيمة
الحياة الإنسانية ومكانتها،
ويجعل من المقامرة عليها خطاً
أحمر لا تتجاوزه سلطة ولا قوة.
6
/ 9 / 2004
|