ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 09/09/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 


من هو المدني؟!

زهير سالم

في حرب المصطلحات والمفاهيم يبدو أن العالم بعد أن عجز عن إيجاد تعريف معتبر ومقنن (للإرهاب)، يخطو خطوة أخرى في اتجاه العماء والاضطراب والاختلاف حول تحديد من هو (المدني) الذي يجب أن توفر له الصيانة والأمن ومن هو (المحارب) الذي تجوز مقاومته والتصدي له؟

ومرة أخرى تتدخل القوة المتغطرسة في فرض تفسيراتها لهذه المفاهيم والمصطلحات على ساحة الواقع فعلاً، وعلى الفكر فلسفة؛ ففي العرف الصهيوني مثلاً يعتبر (محارباً) أو (إرهابياً) كل فلسطيني ولو كان مصلياً يسعى إلى مسجد، أو لاعباً في ملعب كرة، أو سائق سيارة إسعاف، أو متدرب على إخلاء الجرحى في مهام الدفاع المدني على غرار ما حدث في غزة منذ أيام، أو طفلاً أو امرأة يسوقه قدره للنوم حيث تسقط قذيفة شارون؛ والتفسير الصهيوني هذا يجد دعمه وقوته من الناطق باسم البيت الأبيض الذي يرى في كل أعمال شارون العدوانية إجراءات ضرورية للدفاع عن النفس (البريئة جداً!!) التي يفكر الصائل الفلسطيني في اغتيالها.

وفي المفهوم الأمريكي أيضاً يعتبر محارباً مستحقاً للموت كل من تطاله القذائف الأمريكية من سكان أفغانستان أو العراق. ففي الفهم الأمريكي أن هؤلاء (الإرهابيين) هم الذين يصطدمون بالقذائف الأمريكية عن عمد ولذا فهم يستحقون الموت.

وعلى الطرف المقابل يعتبر مدنياً بريئاً في فهم الصهاينة والأمريكيين وأشياعهم في عالمنا العربي ذلك الذي قطع آلاف الأميال ليحتل أرض الآخرين، ويسرق قوت يومهم أو برميل نفطهم أو ليشكل غطاء إنسانياً خلبياً لأنياب القاتل ومخالبه..

مدني بريئ المستوطن الذي طردني وأطفالي من بيتي ومزرعتي ليسكن فيه وزوجه وأولاده فهؤلاء هم الأبرياء الذين ينبغي علي أن أقبل بالمبيت على قوارع الطرق أو في صقيع المخيمات دون أن أمس منهم شعرة‍‍‍!!

مدني بريئ ذاك الذي علق ثيابه العسكرية على جدار بيتي، وخرج ليروح عن نفسه ساعة في مطعم (بيتزا) استعداداً لقنصي وسفك دمي أحياناً على سبيل التسلية ودفع الملل عن حياته الرتيبة.

وبعرف هؤلاء يعتبر مدنيين أبرياء كل الطوابير الملحقة بالقوات العسكرية التي تهيئ لها السبل، أو تعفّي من ورائها الآثار، أو تستعد للانخراط في مهامها ساعة بعد ساعة.

إذا كنا نطالب العقلاء في العالم بتوفير الأمن والحماية والصيانة للمدنيين.. فعلينا أن نبدأ بتعريف هؤلاء المدنيين، لئلا تلتبس الأمور وتختلط الأوراق ويصبح العالم ساحة حرب يروح ضحيتها الأبرياء الحقيقيون وهو اللبس الذي حاولت فتوى الشيخ يوسف القرضاوي أن تدفعه على أرض العراق.

المدني البريئ هو كل إنسان يعيش على أرض آبائه وأجداده، وإن اضطره الغاصب لحمل السلاح للدفاع عنها.

أما المحارب الصائل فهو الإنسان الذي أبطرته القوة، واستفزه الطمع فدخل بلاد الآخرين يعيث فيها الفساد. وبهذا المفهوم ليس في صفوف المحتلين الغاصبين مدني وهذه هي حقيقة الحقائق.

9 / 9 / 2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ