ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 16/09/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 


لا يقرؤون

زهير سالم

من يقارن بين لهجة المعارضة اللبنانية قبل وبعد /1559/، ويتابع موقف السيد وليد جنبلاط من التنسيق مع دمشق، أو يستمع إلى ما طرحه الرئيس اللبناني الأسبق على قناة العربية منذ أيام؛ يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن ضوءاً أخضر أو أحمر قد بث في نفوس الكثير من المعارضين اللبنانيين الجرأة على القول أو على اتخاذ الموقف الذي كانت مقاربته تعني مصيراً كمصير جنبلاط الأب أو الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى.

ومن يتابع قرار مجلس النواب الأمريكي في قراره شديد اللهجة الذي صدر ضد دمشق أمس يلتقط مفاتيح التفسير للمواقف واللهجات التي بدأت أبخرتها تتكاثف سحباً في الأفق السوري منذرة بمطر أسود سيشقى به الوطن والإنسان. قلما تحدثت المؤسسة الأمريكية عن المعارضة السورية، وقلما لوحت بملف حقوق الإنسان في سورية، فقد كانت هذه القضايا حتى الآن في قوس المسكوت عنه أمريكياً وسورياً حيث كانت المساومات والتنازلات تتم في دوائر أخرى (فلسطين) و(العراق).

(1559) زج في لبنان دفعة واحدة في لب المطالبات فما عادت اللهجة اللبنانية هي اللهجة اللبنانية، ولا نظن أن المطالبات اللبنانية ستبقى تحت نفس السقف الذي كان يتحدث عنه المتحدثون.. أليست هذه هي السياسة؟!

إشارة الكونغرس الأمريكي إلى المعارضة السورية ومطالبته الإدارة الأمريكية بدعمها ومد الجسور معها سيكون له شأنه هو الآخر في تغيير المعطيات.

لقد كانت المعارضة السورية في الداخل والخارج حتى الآن استرضائية، تصوغ مطالبها بأسلوب يدمجها بشكل أو بآخر بدائرة وطنية أوسع. كانت تقدم الشكر للنظام لمجرد كونه توقف عن كيل الصفعات، وتعتبر تحرير معتقل مظلوم خطوة إيجابية، والسماح بعودة مهجر إنجازاً تقدمياً.

بغض النظر عن مواقف المعارضة المبدئية من (الآخر) ومن الاستقواء به أو التعاون معه، ولا سيما وأن جميع فصائل وأفراد المعارضة لن تكون بنفس الطهورية. وأن حالة الاحتقان واللامبالاة التي كرسها النظام ستدفع البعض إلى الخيارات السيئة التي يريدون أو لا يريدون.

لا شك أن المناخ الذي سينشأ عن الحالة التي يطالب بها الكونغرس الأمريكي إدارته سيتطلب لهجة أو لهجات أخرى للخطاب، سيكون الخاسر الأول في هذا المعمعان هو الوطن!! ولكن هذا الخيار كان حتى الآن هو خيار النظام وليس خيار المعارضة.

ندرك أن النظام في سورية اليوم يبذل جهوداً حثيثة بعضها علني وبعضها سري ليعزف هو الآخر على سيمفونية استرضاء أمريكية ـ فرنسية، كالتي تعزفها المعارضة معه. التصريحات السورية التي قابل بها المسؤولون السوريون بجاحة السيد (بيرنز) في دمشق نفسها أكدت أن الأخيرة غارقة في لجة التنازلات والمساومات، وهي لو رأت غير شي لظنته حبل نجاة فتعلقت به. لا ينتظر أحد من النظام السوري أن يقول: لا، في هذه الأيام، وهذا هو سر تغير اللهجة في لبنان. فاللبنانيون أو رموزهم ـ وثيقو الصلة بمن وراء الكواليس ـ قد أدركوا أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير لعبة التنازلات ولعبة المساومات، وأنها ستستمر في هذه اللعبة، لتنزع الأوراق السورية ورقة بعد ورقة حتى ورقة التوت.

لا تسرنا هذه القراءة للوقائع، بل هي التي نخاف، وهي التي حذرنا منه طويلاً. لا نقرأ الواقع متمنين ولا شامتين لأن العاقل لا يشمت بنفسه، نقرأ الواقع ليسبق العذل السيف، ففيما يبدو أن الذين يقرؤون الواقع لصانع القرار السوري لا يقرؤون.

16 / 9 / 2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ