الخلاص
على الطريقة الأمريكية
زهير
سالم
يبدو
أن بعض القوم في سورية ولبنان
سكروا بالزبيب الأمريكي. وصدقوا
أن في حوصلة القبرة الأمريكية
قيراطين من ألماس يمكنهم أن
يصنعوا بهما وعن طريقهما الكثير.
لا شك أن الذين ينشدون الخلاص في
مجتمعنا السوري واللبناني كثير.
وأن لهؤلاء موجباتهم العملية
والواقعية التي تلح عليهم للسير
في طريق استنجاز الاستحقاق الذي
يريدون على اختلاف بينهم أو
اتفاق.
ولكن
الذي ينبغي أن نتفق عليه أيضاً
مادمنا في حيز الوسائل والأهداف
هو أن الخلاص على الطريقة
الأمريكية مرفوض.
مرفوض
مبدئياً عند بعض من يتمسك
بالطهورية الوطنية والقومية
ويحض عليها. ويرى في (أبي رغال)،
الذي كان سيد قومه من العرب
فتطوع ليقود جيش أبرهة إلى مكة
عظة. وقبر (أبي رغال) هو الذي
يرجم المسلمون في ظاهر مكة حتى
اليوم.
ومرفوض
عملياً عند من يقرأ الأحداث
وينظر في العواقب، وأمامنا
للخلاص الأمريكي في أفغانستان
والعراق انموذجان. والأنموذج
الأمريكي هنا وهناك لم يأتنا
بالحرية ولا بالكرامة، لا
بالسيادة ولا بالتعددية، وإنما
جاءنا بالذبح الذي توزعه
الطائرات الأمريكية علينا صباح
مساء.
الذبح
الذي ينفذ على لحمنا الحي في
صورة أطفال ونساء ورجال وشيوخ،
فترى في هؤلاء بعض صحفنا، غير
الصفراء، إرهابيين من أتباع
الزرقاوي!! فأفضل طريق أمام
المستعربين في هذا الزمان أن
يهربوا من مربع ذلهم وهوانهم
إلى المربع الأمريكي حيث يتاح
لهم أن يزوروا الحقائق والمشاعر
على السواء.
لا
يحق لنا أبداً أن نقعد عن طلب
خلاصنا، والسعي إليه، ولكن
علينا بدل أن نهرب من بعض الشر
إلى بعض، أن نعلم أن قدرنا أن
نواجه الشرين معاً، وأن نوطن
النفس على احتمال اللأواء حتى
يتحقق لشعبنا الخلاص الذي نصبوا
إليه. قرن مضى ونحن نفعل ذلك
وسنستمر فيه.
20
/ 9 / 2004
|