قرار
مجلس الأمن
حبل
النجاة للاحتلال
لقد
حاصرت المقاومة العراقية
الباسلة الاحتلال الأمريكي في
أزمة خانقة، ورمت به في مستنقع
متوحل لا يزال يأخذ بخناقه
يوماً بعد يوم.. أثبت أن في هذه
الشعوب بقية على الرغم من غرور
بعض القيادات وتخاذل أخرى،
وكذبت وعود الذين صوروا العراق
إقطاعية ورثوها، أو ورقة لعب
يستطيعون أن يشتروا بها (الكرسي)
الذي إليه يطمحون!!
أنشوطة
المقاومة حول عنق المحتل تضيق
يوماً بعد يوم، وتعرقل
مشروعاته، وتخيب آمال (المستثمرين)
الذين صنعوا الحرب فسفكوا
الدماء، وقتلوا الأبرياء،
وهدموا عناوين الحضارة من أجل
برميل نفط، أو عقد لإعادة، ما
دعوه، بالبناء!! أنشوطة
المقاومة هذه هي التي ستفرض
سيادة العراق، وستفرض وحدة
العراق، وستمسح الغبار عن وجه
العراقي الحضاري المسلم
العربي، الذي ما نظر إلى الهوية
يوماً إلا على أنها الوعاء
الجامع المتسامح (الرقيق الصلب)
في آن.
وإذا
كانت عقيدة المقاومة، وظروفها
قد سبقت في بقعة دون أخرى، فهذا
لا يجوز أن يحمل بشارة للمحتل،
ولا أن يدفعه إلى الإبحار في
مزيد من سياسات الغباء.
من
رؤية داخلية أكيدة تعانق ماضي
هذه الأمة عبر العصور نؤكد
للمحتل المتغطرس أنه لن يطول به
الزمان حتى يكون شمال العراق
وجنوبه وسطاً، وحتى تتفجر الأرض
من حوله في كل مكان.
ولذا
ننصح المحتل، إن كان يستحق
النصيحة، ألا يخدعه صائد
المكافآت، وأن ينظر دائماً إلى
عمق المجتمع ليرى حقيقة النظرة
إليه، والموقف منه.
ولكل
هذا، نحن لا نبالي كثيراً بما
يقرره مجلس الأمن، لأننا نعتبر
قرار مجلس الأمن الأخير حبل
نجاة للمحتلين، أكثر منه محاولة
لإعادة السيادة للعراقيين. ولكل
هذا أيضاً نعلن عن تخوفنا من أن
تقدم بعض الدول (الصديقة) إلى
تقديم أبنائها قرابين وكفارات
لخطيئة بوش الكبرى وتابعه في
احتلال العراق. ولأننا متأكدون
أن العراقيين سينظرون إلى كل
غريب يدوس أرضهم في إطار
الاحتلال على أنه محتل يستحق أن
يعامل معاملة الأمريكيين.
وإذا
كنا نشكر لكل الشعوب والدول
التي شاركت ابتداء في مقاومة
مشروع الاحتلال، والتي حاولت
منع الكارثة، فإننا سنألم عندما
نرى أن جندياً من جنود هذه الدول
يتقدم لدفع ثمن قرار سياسي خاطئ
لحكومته. كما أننا أكثر تخوفاً
من أن تندفع الجامعة العربية أو
بعض دولها، أو بعض دول المنظومة
الإسلامية لتقديم أبنائها
هدفاً للمقاوم العراقي.
لقد
قرر الرئيس بوش مع تابعه، أن
يذهبا إلى الحرب منفردين
متغطرسين بروح الاستهتار
والاستعلاء حتى على الأمم
المتحدة، فعلى بوش وعلى تابعه
ومن تحالف معهما أن يدفعوا ثمن
هذا القرار.. حتى يقول الشعبان
الأمريكي والبريطاني كلمتهما.
سيادة
العراق لن تكون منحة من مجلس
الأمن وإنما ستكون الإنجاز
الأغر الذي يحققه العراقيون
لأنفسهم.
12
/ 6 / 2004
|