ليس
إرهاباً هذا الذي فعلوه
!!
زهير
سالم
أن تخرق دولة سيادة دولة، وأن
تنفذ عملية اغتيال قذرة على
أرضها، وأن تزهق نفس بريئة بغير
حق، وأن يصاب معها، أو يقتل
العديد من المدنيين الأبرياء
هذا كله ليس إرهاباً. لا نتوقع
من بوش ولا من باول ولا من
كوندوليزا رايس ولا حتى من
الناطق باسم البيت الأبيض ولا
من الجوقة العربية التي تغرد
أمريكيا في الصحف العربية وعلى
الفضائيات العربية أن تستنكره
أو تشجبه، أو أن تبين بشاعته. لا
نتوقع من كل هؤلاء أن يتوقفوا
عند أطفال الضحية، الذين كانت
تلك هي المرة الأخيرة التي
يوصلهم فيها إلى المدرسة، ثم
أصبحوا بعد في طرفة عين أو ضغطة
زر أو همسة من خائن جبان يتامى،
وأصبحت أمهم أرملة. لا نتوقع من
أحد من كل أولئك أن يرصد الدمعة
في عيون الأطفال ولا العزيمة في
قلوبهم. فماذا يعني في منطق
الأقوياء اللئام أن تقتل النفس
البريئة، وماذا يعني إن زاد
ملايين الأيتام على الساحة
العربية الإسلامية واحداً أو
اثنين أقصد مليوناً أو مليونين؟!
* *
*
وعلى محور آخر فقد استطاع
الموساد الصهيوني أن يوجه صفعة
قاسية على خد دمشق، وأن يدنس
الشرف ويعتدي على الكرامة. دمشق
التي كُفت يد أبنائها عن الدفاع
عنها، وحيل بينهم وبين مشروعهم
في التحرر والتحرير ليوكل أمرها
إلى الخدِر والمتقاعس.
(جيش الدفاع الصهيوني) يحتل
الجولان، ومنذ ثلاثة عقود لم
يدفع طلقة واحدة ثمناً لوجوده
اللاشرعي حتى بعرف الشرعية
الدولية. واليوم يتقدم جيش
الموساد خطوة إلى الأمام، ويقول
للقادة الذين ينتظرون أن ترد
إليهم الجولان على كف رامسفيلد
أو ريتشارد بيرل لا يُقرأ سطر في
دمشق ولا يُكتب إلا بتصريح مني.
والذي يعجبك في موقف هؤلاء
القادة، أن يقف رجل منهم طويل
عريض ليقول على شاشة إحدى
الفضائيات: نحن
سنرد على هذا العدوان ولكن
بطريقة حضارية!!
الطريقة الحضارية التي تعني أن
يضعوا الندى موضع السيف، فيعفوا
عن جريمة الشرف، ويفرطوا في
مصلحة الأمة. الطريقة الحضارية
هذه هي
التي تحدث هذه الفوضى في
عالمنا، وتخلق هذه القطيعة
وتقود إلى هذا الاضطراب.
(وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ
لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً
وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ
انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ
وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ
الْقَاعِدِينَ).
29
/ 9 / 2004
|