بل
هي دار السلام
رداً
على باول
زهير
سالم
صرح وزير الخارجية الأمريكي
باول عن العراق: بأنه لم يكن
بلداً للسلام ولن يكون!! تصريح
الوزير الأمريكي يثير الفزع
ويبعث على الاستهجان. ويبدو أن
الذين أطمعوا باول في العراق
غرروا به وبإدارته وصوروا له
أنه سيكون في البلد الذي يتحلب
سمناً وعسلاً، وبراميل نفط
تزينها أكاليل الورود!!
تصريح وزير الخارجية الأمريكي
مفزع لأنه ينم عن جهالة مطلقة
لدى صاحبه، وهذه الجهالة هي
التي جعلت الأمريكان يسعون
بظلفهم إلى حتفهم حتى فتحوا على
أنفسهم أبواب جهنم ولم يعودوا
قادرين على إغلاقها.
ألم يُلقن وزيرَ الخارجية أحدٌ
من أتباعه أن (بغداد) هي (دار
السلام) دار العلم والثقافة
والآداب والفنون. وأن بغداد
كانت حاضرة العالم وموئل
الحضارة.
ألم يقص عليه واحد من أتباعه
الذين استقدموه إلى بغداد ليهلك
الحرث والنسل قصة جلجامش الذي
عبر تخوم الزمان والمكان ليحدث
الإنسان عن معنى الخلود والسلام.
هل قضى الأمريكان وطرهم من
العراق بعد أن دمروا كل شيء، وها
هم يعزمون على الرحيل؟ أم هل ضج
الأمريكان من الفعل العراقي
المقاوم، الذي أثبت لهم ـ رغم كل
تقدمهم المعرفي والعلمي
والتكنولوجي ـ جهلهم بطبائع
الشعوب.
أليس هذا الجهل هو الذي أقنعهم
بنهاية التاريخ وشجعهم ليفتحوا
على أنفسهم أبواب جهنم، ولعلهم
لا يدرون أنهم مازالوا في أول
الطريق.
سيكون العراق بإذن الله بلد
السلام، وستعود بغداد داراً
للسلام، وسيعم الأرض كلها
السلام حين يتخلى المتغطرس عن
غطرسته، ويكف القوي عن الاغترار
بقوته، ويجلس أبناء الإنسانية
أجمع على المائدة السواء ،
مائدة البر والقسط الذي يجمع
بين بني الإنسان.
ومع كل الأحرار في العالم
سيستمر المخاض حتى يعم الأرض
السلام.
30
/ 9 / 2004
|