بين
أكواخ العراق
وزنازين
عوانتانامو
(ما
لا يريد الإعلام أن يتوقف عنده)
زهير
سالم
العراق ساحة حرب مفتوحة. والذي
جعل من العراق ساحة حرب هو قرار
طائش من زعيمين مهووسين بالدم:
بوش وبلير. وحرب هذين على العراق
غير شرعية، أي هي حرب عدوان
وغطرسة. القتل والقتل المضاد في
ساحة الحرب خبز يومي، ووحشية
القتل أو إنسانيته!! لا تكمن في (أداته)
وإنما تكمن في الباعث عليه. فرق
بين من يقتل ليذل الناس ويحتل
بلادهم ويغتصب إرادتهم وبين من
يقتل ليدفع عن نفسه وعرضه وأرضه.
وبعيداً عن هذين الباعثين يبقى
القتل قتلاً، ويسمى فعل الأول
جريمة وفعل الثاني بطولة.
حين تتابع بموضوعية أمر الأسرى
في أيدي العراقيين عليك أن
تتوقف عند جميع معطيات الصورة،
وأن تكون قادراً على التعاطي
الموضوعي مع كل رسائلها.
فالمقاومون العراقيون على
اختلاف انتماءاتهم وطرائق
أدائهم واتفاقك أو اختلافك
معهم، إنما يحاولون أن يوصلوا
إلى هذا العالم رسائلهم الخاصة،
التي يأبى العالم أن يسمعها إلا
حين تصله مضرجة بالدم الأحمر
القاني. فكم في هذا العالم من
مظلوم مسلوب الحق والكرامة لا
تتوقف عنده عدسة فضائية من شرق
أو غرب.
إذا دقق المراقب في العرض
الأخيرة لصورة الرهينة
البريطاني (بيغلي) في ثيابه
البرتقالية وقفصه الحديدي (الديكوري)
لا بد أن ينتقل فوراً إلى صورة
ما يجري في غوانتانامو، حيث
الرهائن بالمئات، وحيث القضبان
الحقيقية أكثر صلابة. وأن يتذكر
أن هناك رأياً عالمياً عاماً
بسياسييه ومفكريه ومثقفيه
يعتقدون ببراءة هؤلاء الرهائن
المحتجزين ضريبة الشعور
بالمهانة الأمريكية، ولكن
أحداً من كل الذين ذكرنا لا
يستطيع أن يفعل شيئاً لهم. فهل
يتوقع هؤلاء المقاومون على أرض
العراق أن يفعلوا هذا الذي عجز
العالم عنه من أجل المستضعفين
هناك.
والرسالة الثانية قالت للعالم،
أو لكل راغب في خبطة إعلامية
حقيقية دعونا نجري لقاء خاصاً
بين طليق من معتقلات غوانتانامو
وآخر أو أخرى من طلقاء الأسر
العراقي..!!
الذي لا يريد الإعلام العربي
المرتهن أن يتوقف عنده أن كل
الأسرى الذين أطلق سراحهم
أجمعوا على أن المعاملة التي
تلقوها من آسريهم كانت إنسانية
وحضارية.
نعم كانت المعاملة إنسانية
وحضارية أي أنها لا تذكر أبداً (بمزار
الشريف) ولا (بغوانتانامو) ولا (بأبي
غريب) ولا (بالخيام)، هذه الصفحة
الحضارية المشرقة لا يريد
الإعلام العربي أن يتوقف عندها.
3
/ 10 / 2004
|