من
يعطي ذلك الخطاب
مصداقيته
زهير
سالم
رد الجمهور من علماء أمة
الإسلام خطاب تنظيم القاعدة
واعترضوا عليه وفندوه وانتقدوا
الأفعال التي نتجت عنه أو بنيت
عليه وأدانوها.
وشعرت الكثرة الكاثرة من أبناء
العرب والمسلمين بالأسى والحزن
وهي تراقب حدث انهيار البرجين
في نيويورك، وتساقط الناس منهما
أو حولهما.
وبالتالي فقد كان انتقاد الحدث
والخطاب موضع إدانة شبه جماعية على الساحة
العربية والإسلامية، وإن كان
بعض الناس قد غمغموا لتحميل
المسؤولية لهذه الجهة أو تلك.
ومنذ أن طورت الإدارة الأمريكية
حربها المعلنة من قبل على
الإرهاب، أي بعد أحداث 11/9 وما
تبعها من احتلال أفغانستان،
وتوصيف منظمات خيرية وإنسانية
بالمنظمات الإرهابية، والتدخل
في الشأن الديني والثقافي للأمة
المسلمة، وفرض الإرادة لتغيير
أو تحريف مناهج التعليم، ومن ثم
تصنيف منظمات المقاومة
المشروعة في فلسطين على أنها
منظمات إرهابية. و أخيراً و ليس
آخراً احتلال العراق، وإلحاق
هذا الحجم من الأذى والضرر
بأهله وهدم البيوت على رؤوس
الأطفال والنساء، وإطلاق يد
شارون ليفعل في فلسطين ما تفعله
يد بوش في العراق، كل هذه
العوامل كانت الخدمة المباشرة
التي قدمتها السياسات الحمقاء
لذاك الخطاب المتشدد ولأصحابه
على السواء.
لقد أعطى بوش وشارون لخطاب
أسامة وأيمن والزرقاوي
مصداقيته، وجعلا منهم أبطالاً
بدل أن يكونا موضع انتقاد
حقيقي، ومحل سعي دائب للأخذ على
أيديهم. لقد أغلقت هذه الإدارة
بسياساتها الحمقاء السبيل على
أصحاب الأحلام والنهى في الساحة
العربية المسلمة لتنهي إلى
الجماهير العريضة حقيقة الموقف
الإسلامي.. فلن يستمع إليك، من
كان بالأمس ينتقل على شاشات
الفضاء من منزل مهدوم وطفل
مردوم في غزة وآخر في الفلوجة
وثالث في سامراء، لن يستمع إليك
وأنت تنتقد من يشبع في نفسه التي
تتشظى حرقة وتتنزى ألماً، وأنت
تنتقد تلك الأشكال من الفوضى
المتسربلة بسربال الجهاد إلا
وهو يظن أنك واحد من أولئك الذين..
لقد حجب دخان القذائف
الأمريكية وغبار النقع
الأمريكي الرؤية عن المنطقة
وأشعلا فيها لهيب الرغبة في
الثأر والانتقام فبعد توسيع مدى
المعركة إلى الحد الذي وصلت
إليه لم تعد المعركة مع أسامة
وأيمن وأبي مصعب وإنما أصبحت
المعركة مع شعب اسمه شعب
أفغانستان وآخر اسمه شعب العراق
وثالث اسمه شعب فلسطين والإدارة
الحمقاء تسعى إلى توسيع
الدائرة، وتوسيعها لتكون
معركتها مع أمة هي أمة الإسلام.
وإذا كان نفر قليلون في
أفغانستان والعراق وفلسطين قد
دوخوا الرئيس بوش وإدارته
ومناصريه، فماذا سيكون حاله وهو
يسعى بحماقة لا حدود لها لزج أمة
بأسرها في معركة يبدأ عندها
التاريخ.
مشكلة بوش أنه صدق عبارة نسجها
خيال حالم عن نهاية التاريخ.
ومشكلة الإنسانية أنها تقاد على
أيدي هؤلاء الحمقى المتغطرسين
إلى حيث القسوة والكراهية
والبغضاء. وتظل لعقلاء العالم
دائماً كلمتهم.
4
/ 10 / 2004
|