التغيير
الوزاري
المكتوب
.. والعنوان
زهير
سالم
كثيرون هم المواطنون السوريون
قرؤوا عنوان التغيير الوزاري
قراءة انقباضية، وكثيرون شعروا
أن القادم في سورية هو غير
المأمول. وأكدوا أن البعث
السوري قد قرر أن يلحق بالرفاق
في العراق، وان يفصم عرى الوطن
والمواطنة عروة بعد عروة ليتحول
في الأخير إلى حفرة تكريت.
المواطنون السوريون هؤلاء لا
يظهرون الأسى على البعث، ولا
يتدامعون عليه ففي نظرهم أن
الذبيحة في العراق لم يكن البعث
ولكنه كان العراق نفسه، وان
الضريبة، ضريبة التنازلات التي
فتحت للمفتشين الدوليين غرف نوم
الرئيس السابق، والتي فتحت
اليوم شوارع دمشق للعدوان
الصهيوني المأخوذ برقة العتب
الحضارية إنما يدفعها اليوم
أطفال الفلوجة وسامراء والنجف
والموصل وبغداد، ومن هنا ينتزع
هؤلاء يأسهم وخوفهم وقلقهم من
أين يكون الوطن بإنسانه ووجوده
ورقة في يد مقامر يدفعه العب من
ماء الملح الذي أدمن إلى المزيد
من الكرع منه.
المعادلة السورية الجديدة باتت
اكثر وضوحاً: المزيد من التطامن
والتنازل لطلبات الإدارة التي
لا يرضيها شيء، والمزيد من
الضغط والقهر والسحق للقوى
الوطنية يمينها ويسارها سوريها
ولبنانيها على حد سواء.
أما الوطن حاضره ومستقبله فلا
يعني لحزب البعث الذي لا يزال
يصر على انه القائد للدولة
والمجتمع، حتى بعد أن قادهما
إلى ليل حزيران الذي لم ينجل
بعد؛ فلا يعني لهذا الحزب اكثر
مما عنت الجولان عضو من الجسد
مبتور، (وسلامات يا راس). هكذا
فذلكت الهزيمة فكانت نصراً.
وعلى الرغم من أن جميع الرسائل
تقرا في دمشق في ضوء المصباح
الأمريكي منذ أن انطفأ مصباح
الاتحاد السوفياتي؛ فإن
المسؤولين البعثيين على ما يبدو
مايزالون عاجزين عن فك الطلاسم
الأمريكية التي يصرون على
قراءتها بأمانيهم، كما قرأها
مستعصما بغداد القديم والجديد.
قال الأول: ما أظن التتار
سيبخلون علي ببغداد.
وظن الآخر، حسبما نقل بريماكوف
وزير الخارجية الروسي، أن
اللعبة لن تكون جادة إلى حد
الإطاحة به.
البعث لا يزال يتمنى أن يقنع
الأمريكان بأنه مايزال له دوره
الإقليمي والمحلي السياسي
والأمني!! ولا يخفى أن معادلة
الشعب السوري والشعب اللبناني
غدت اصعب وحتى تسقط الورقة
الأخيرة في خريف البعث على
الشعبين أن يحسنا صوغ معادلتهما
من جديد.
6/10/
2004
|