ـ

ـ

ـ

الاثنين 18/10/2004

القتل كريه

أيها القتلة المتحضرون

زهير سالم

القتل كريه، وهو فعل مبادر لإرادة الله الذي كتب على الناس الموت والحياة ليبلوهم. نذكر بهذه الحقائق أقواماً تمكنوا من أسباب القوة فجعلوا من القتل مادة تسلية، وطريقة لتزجية الفراغ، ووسيلة من وسائل إظهار البراعة.

(بوش) و(بلير) و(شارون) ثلاثي القتل الحقيقي في هذا العالم، يمارسونه بلا حياء ولا أسباب موجبة تستدعيه وإنما ليشيروا إلى أنفسهم انهم هم الأقوى والأقدر والعرب والمسلمون في فلسطين وأفغانستان والعراق، أحجار الشطرنج التي يعبث هؤلاء المتغطرسون ببيادقها وقلاعها ووزرائها وملوكها.

مطحنة الموت المثلثة (الصهيونية ـ الأمريكية ـ البريطانية) تدور دائبة على لحمنا الحي فتعصر اللحم وتسحق العظم وتسفك الدم ولا تبالي بوقودها ولو كان رجلاً على كرسي متحرك كالشيخ أحمد ياسين أو امرأة تحدب على وليدها أو طفلاً في حضن أمه، أو جمعاً بشرياً يحاول أن يمد الحياة بأسباب البقاء فيقيم حفلة عرس وسط المأتم!! من أفغانستان إلى العراق تعتبر الإدارة الأمريكية حفلات الأعراس من الأهداف الاستراتيجية التي تخصها بمزيد من الفضل الأمريكي ويبدو أن هذه الحفلات هي الأسلحة النووية التي ظلت الإدارة الأمريكية تحذر منها وتبحث عنها.

القتل كريه ايها القتلة المتحضرون..

القتل كريه سواء كان بمدية جزار أو بقذيفة معاصرة تردم الأحياء تحت أسقف منازلهم أو بأخرى محرقة تصهر الحديد وتذيب اللحم والعصب. والقتل شر إلا عندما يكون دفاعا عن وجود أو عن حياة أو عن قيمة عليا تهون بجانبها قيمة الحياة، وهو عندما يكون بيد المعتدي المتغطرس الذي يتقحم على الناس أوطانهم وديارهم ودورهم جريمة يندى لها جبين الإنسان مذ كانت الإنسانية وكان الإنسان.

وحين يذوق مديرو كاس الموت بعض ما فيه فربما يجعلهم ذلك يتحسسون صناعة الإثم التي يقترفون ويدركون بشاعة الفعل الذي يرتكبون.

(بيغلي) قضى ضحية فعل الإنجليزي المهووس الذي اندفع إلى مستنقع الموت وكانه طفل يلهو ببعض الألعاب الالكترونية على تخوم الفضاء. بيغلي قضى، ولا شماتة في الموت، عسى أن تنقل أسرته إلى الشعب البريطاني مرارة الكؤوس المترعة التي يغادينا بها بلير صباح مساء.

لحمنا الحي المفروم في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان يؤكد أن القتل كريه وأليم وهذه هي الحقيقة التي نريد أن يتحسسها الآخرون. الآخرون الذين يقودهم بوش وشارون وبلير إلى مستنقع القتل الكريه.

هذه أبيات وصلتنا تعبر عن واقع حال القتلة المتحضرين

حفظه للقرآن لم يرق للأمريكان

فهذا ليس سوى عقل غبي متخلف

أما العفو من شيم الكرام

فإياكم أيها الحكام

هذا ما يقوله جوناثان

مبضعك في جسمي أيها الجزار

أكأنك تريد قتلي

يا لك من قليل الأدب قال الجزار

يا ناكر الجميل

يا جحود

يا كفور

أيعقل أن تتعدى وتتجاوز مكانتك

احمد الله على ما فضلك به

بان جعلك مسخراً لي

فكفى بذلك شرفاً

كفانا شرفاً أن أمريكا القوية

هي من طمعت بنا

سياساتنا تهمهم ومن سيكون رئيسنا هو شانهم

من لا يستحق العفو منا هو قرارهم

10/10/ 2004