مسلمو
تايلند
زهير
سالم
في
تايلند لم يثر مشهد اللحم
المسلم الحي يداس بالأقدام،
يشحن في شاحنة ضيقة حتى
الاختناق، أي مشاعر تقزز أو
استهجان في نفوس القوم الأكثر
رفاهة وأناقة وحضارة ومدنية،
فلم يشعر بوش بالاكتئاب ولا
بلير بالتقزز ولا أحد من أصحاب
الياقات المرسومة بعناية
بالرحمة أو الشفقة. فهؤلاء
المسلمون يستحقون كل ما يجري
عليهم، وهو قليل بحقهم سواء
كانوا عرباً فلسطينيين أو
عراقيين أو كانوا أفغاناً أو
حتى تايلنديين.
الإعلام
العربي بصفتيه الرسمي والشعبي
كان أصحابه أمام المشهد المروع
الذي تناقلته الفضائيات صماً
بكماً فما سمعوا ولا وعوا ولا
أحسوا ولا نطقوا.
إحدى
الفضائيات المتقدمة جداً أثرت
أن تروي الحدث أو تنقل الصورة
دون أن تذكر للمشاهدين أن هذا
اللحم الذي يقضي تحت البساطير
هو لحم مسلم لا ذنب لأصحابه إلا
أنهم صدقوا أن حرية التعبير من
حقوق إنسان هذا العالم فخرجوا
يتظاهرون مظاهرة سلمية أفضت بهم
إلى الموت تحت هاتيك الأقدام أو
في تلك الشاحنة المغلقة.
حين
يتحدث العالم أجمع عن (حقوق
الإنسان) فالكل متواطئ على
إخراج المسلمين من دائرة
الإنسانية أصلاً وإلا ففي أي
قطر من أقطار المسكونة يحق
للمسلم أن يعبر عن نفسه ولو
بالكلمة.؟!
الكتبة
العرب المحترفون والمكرسون في
كبريات الصحف العربية لم يمروا
على الحدث أو أنه لم يمر بهم
لذلك تبلدت أمام المشهد
المأساوي الأحاسيس وخرست
الألسن.
في
معركة الصراع المرير التي تدور
رحاها اليوم على أرض العراق
وعلى أرض فلسطين وفي كل بقعة من
بقاع الأرض لا يدافع المسلمون
عن حقوقهم ومقدساتهم فقط وإنما
يدافعون عن انتمائهم الإنساني
في المقام الأول.
وحين
يعترف العالم المتحضر جداً
والمتغطرس جداً بإنسانية هذا
الجزء من أبناء البشرية، وحين
يتوقف العالم المتحضر جداً عن
حرب الإبادة التي يشنها على
المسلمين أجمع ربما تنتقل
العلاقة الإنسانية إلى طور آخر
من أطوار الاحترام والحوار.
31/10/2004
|