استباق..
أو سابقة
استبق
المحلل السياسي في إذاعة دمشق
رأي الحكومة وأعلن موقفاً
سلبياً من الحكومة العراقية
الجديدة..
فمنذ
أسبوع تقريباً وجهت إذاعة دمشق
انتقادات إلى الحكومة العراقية
الجديدة التي يترأسها إياد
علاوي، الذي تفاخر بعلاقته
الحميمة بـ (C.I.A)،
وطالب مع وزير خارجيته (هوشيار
زيباري): 1ـ بإبقاء قوات
الاحتلال على أرض العراق
للمساعدة على ضمان الأمن، (أمنهم
الشخصي ربما)، 2ـ ووعدا في
السياق نفسه باعتبار أي عمل
مقاوم داخل العراق، ولاسيما ضد
قوات الاحتلال إرهاباً تقضي
محاربته!!
وعلى
الرغم من أن مرتكز النقد في
التحليل السياسي المشار إليه
يكاد يكون مسلماً به في الشارع
السوري، الذي يصر بكل ألوان
الطيف، على إدانة الاحتلال
والمطالبة برحيله، وعلى تأييد
المقاومة المبصرة بكل أشكالها،
للمحتل الأجنبي على الأرض
العراقية، إلا أن الحكومة
السورية ـ لأمر ما ـ رأت في
التعليق خروجاً على الموقف
الرسمي، الذي أرادت صياغته
بطريقة أكثر ديبلوماسية أو
استرضائية، فبادرت إلى التنصل
من التحليل، ووصفته بأنه لا
يعبر عن وجهة النظر الرسمية.
وإذا كان المخرج من تصريحات بعض
السفراء السوريين مثل تصريح
السفير السوري في إسبانيا (محسن
بلال) بإمكانية الرد على هجوم
عسكري صهيوني بمثله قد اعتبرت
تصريحات شخصية.. فإن التحليل
الذي استبقت إليه إذاعة دمشق،
اعتبر من هامش الحرية السياسية
التي تتمتع بها هذه الإذاعة.
فلقد صرح الرئيس بشار الأسد في
حديثه عن الموضوع في الكويت: (..
إن ما بثته الإذاعة تعليق سياسي
وليس موقفاً رسمياً، فالموقف
الرسمي يخرج عن وزارات معينة
مثل وزارة الخارجية أو الرئاسة.
وهذا يبقى تعليقاً سياسياً فيه
هامش..).
ونحن
نقول رب ضارة نافعة، ولكي لا
يبقى تعليق إذاعة دمشق فلتة،
نطالب بأن تتحول وسائل الإعلام
في سورية أجمع من الناطق بلسان
الحكومة والمجمل لمواقفها
وقراراتها ـ الصائبة دائماً حسب
هذا الإعلام ـ إلى ذلك الهامش
الذي أشار إليه رئيس الجمهورية.
لن
يذهب بنا الحلم بعيداً إلى حد
المطالبة أن يخوض الإعلام
السوري في أحشاء الموقف والقرار
الرسميين، متيحاً الفرصة للقوى
السياسية ووجهات النظر
المختلفة للتعبير والتوضيح
والتوجيه والتفنيد.. وإنما
نكتفي بهذه المرحلة بالمطالبة
بالحركة ضمن هذا الهامش. أي أننا
نطالب أن تكون عملية (الاستباق)
تلك (سابقة)
تتبعها أخوات، فيتاح للإعلام
الوطني في سورية أن يتحول يوماً
بعد يوم من إعلام حكومة إلى
إعلام دولة!!
ولكي لا يسبقنا السياق عن
الموضوع الأساس: الموقف من
الحكومة العراقية الجديدة؛
فإننا نؤكد أن الطريق الوحيد
أمام الحكومة العراقية لإثبات
وجودها خارج دائرة الوصاية
الأمريكية أن تعلن عن عزمها
الأكيد على دعم المقاومة
الوطنية المشروعة بكل أطيافها
حتى إنهاء الاحتلال..!!
14
/ 6 / 2004
|