لبنان
بحاجة إلى غير هذا
زهير
سالم*
لبنان بحاجة إلى
غير فوضى الدم، إلى غير القتل
والقتل المضاد. إنه بحاجة إلى
السلم الأهلي وإلى الأمن
والاستقرار. ومن هنا فلا يسعنا
إلا أن نستنكر العملية النكراء
التي أودت بحياة رفيق الحريري
رئيس وزراء لبنان السابق، وندين
اليد الأثيمة التي وقفت خلفها.
وأن نعتبرها جريمة بكل الأبعاد.
وندعو الله ألا
تكون هذه الجريمة مدخلاً جديداً
لمرحلة من الفوضى أو الفتنة،
يستفيد منها الذين راهنوا
دائماً على أمن لبنان وسيادته
واستقراره.
اغتيال رفيق
الحريري رسالة ذات أكثر من مغزى
ولأكثر من جهة، وإن كان ليس من
حق أحد أن يستبق التحقيق لتوجيه
بوصلة الاتهام، فإن لسياقات
الأحداث دلالات لا تخفى على
المتابع الحصيف. ولن يستطيع هذا
المتابع أن يغض الطرف عن القوى
الخارجية التي تقوم
استراتيجيتها على إعادة خلط
الأوراق في لبنان وإشاعة الفوضى
والاضطراب فيه. ومن هنا فلا
يستبعد أن يكون للذين سبقوا إلى
التفجير والاغتيال في دمشق منذ
أشهر يد فيما حصل اليوم في لبنان.
ننضم في هذا
المقام إلى المنادين بضرورة
احترام سيادة لبنان واستقلاله
في إطار الخصوصية (السورية ـ
اللبنانية). هذه الخصوصية التي
ينتظر منها أن تؤكد الأخوة
والحب والوئام والتعاون لا هذا
النكد المر الذي يطفو على سطح
العلاقة هذه الأيام. ومهما يكن
من شأن هذه العلاقة فإن كل
الأطراف مسؤولة عنها وإن لم يكن
على السواء.
وسواء اختلفنا أو
اتفقنا مع رفيق الحريري فإن
المقام يقتضينا أن نقول أمام
جلال الموت غفر الله له وحمه.
والعزاء لأسرة
الفقيد
والعزاء إلى
شعبنا في لبنان..
*
مدير مركز الشرق العربي
17
/ 02 / 2005
|