في
الانتخابات العراقية
هل
يحضر العراق؟
زهير
سالم*
تشكل نتائج
الانتخابات العراقية امتحاناً
سافراً للقوى التي راهنت عليها
وفازت بها. السؤال الذي يطرحه كل
عراقي وكل عربي وكل مسلم وماذا
بعد؟! ماذا بعد أن فرح الفائزون
بمقاعدهم بغض النظر عن الظروف
التي أوصلتهم إليها، والغطاء
الذي تمت الانتخابات في ظلاله؟!
حين كان هؤلاء
يطرحون أولوياتهم في طريقة
مقاومة الاحتلال لم تكن
طروحاتهم جنفاً كلها أو إثماً
بل كانت تعبر عن رؤية ما رأوها
راجحة في طريقة التعامل مع عدو
متغلب ورآها الممتنعون عن
المشاركة في الانتخابات مرجوحة.
التحدي الكبير
المفروض على القوى التي فازت في
الانتخابات اليوم سيقودها إلى
إحدى صيرورتين.. فهي إما أن
تستمر في التغاضي عن الاحتلال،
والمداهنة للوجود العسكري،
بسياسات اتقائية وصولية،
وبالتالي تعطي الغطاء الشرعي
لهذا الاحتلال بوصفها هيئة
شرعية ستنبثق عنها حكومة شرعية
تطأطئ الرأس للسلطة المحتلة تحت
العناوين المزخرفة والمجملة،
وبالتالي فستكون قد حكمت على
نفسها حقاً بالوصف الذي لا نريد
أن نقاربه في هذا المقام.
وإما أن تضع في
رأس أولوياتها المطالبة برحيل
المحتل وفق جدول زمني وبرنامج
معد، ثم تنطلق من موقع (الشرعية)
الذي تظن أنها احتلته إلى إعادة
ترتيب بيت العراق، وعلاقات
العراق، ومكانة العراق.
لا نعتقد أن أحداً
في العراق كان يرفض الانتخابات
بوصفها الآلية للتعبير عن
الشرعية. ولا نعتقد أن أحداً في
العراق كان يحاول أن يلغي أحداً
أو يقصيه أو يشطبه عن الخارطة.
ولا نعتقد أن
أحداً في العراق كان يطالب
بأكثر من سهمه الوطني فيه، ونظن
أن الانتخابات العراقية مع كل
الحفاوة بها أثبتت أن من وصموا
بأنهم أقلية يقاربون 40% من
المجتمع العراقي وهي نسبة لا
يمكن أن يوصف أصحابها أبداً
بمثل هذا الوصف.
اليوم وقد استوى
على مقعد الشرعية من استوى يبقى
السؤال دائراً على فم الأيام
القادمة: هل سيحضر العراق على
أجندة المشرعين الجدد، أو ستحضر
الرغبات والأهواء والحاجات
الشخصية.
هل سيكون استقلال
العراق وسيادته ووحدة أراضيه هو
المطلب الأول، أو أن أصحاب
الدوائر الصغيرة قد أعدوا
معاولهم لينقب كل واحد منهم
نقباً في مقعده من السفينة.
الجواب على
السؤال بأيدي أصحابه وهو جواب
نتمنى أن يكون عراقياً إيجابياً
ليريح نفوس الجميع.
*
مدير مركز الشرق العربي
20
/ 02 / 2005
|