وحق
العودة للاجئين السوريين
يا
وزيرة المغتربين
زهير
سالم*
بالأمس خرجت
وزيرة المغتربين السورية
الدكتورة بثينة شعبان، تنتقد
خطاب الرئيس بوش في اللقاء
الأمريكي الأوروبي لأنه لم يعرج
على حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
بكل التأكيد سنكون إلى جانب
الدكتورة فيما تريد.
مشكلة إخواننا
اللاجئين الفلسطينيين هي مع عدو
صريح العداوة مدجج بالقوة
الذاتية والدعم الدولي. وإذا
كنا نألم أشد الألم لتشريد
الشعب الفلسطيني على النحو
اللاإنساني الذي تم به، وإذا
كنا نتمسك بحقنا الذي هو حقه
بالعودة الكريمة إلى وطنه، فإن
ما جرى على شعب فلسطين لا يستغرب
حين يصدر عن يد عدو مثلته عصابات
(الهاغانا) والإرهابيون
المتطرفون من تجمعات يهود. هذه
الحقيقة تقودنا لنتساءل: عن
مشكلة اللاجئين السوريين
المشتتين في كل بقاع الأرض من
يتحمل مسؤوليتها؟!
قد لا تعلم
الدكتورة بثينة شعبان وهي صاحبة
الاختصاص أن تعداد
اللاجئين السوريين
المتمسكين بحقهم في العودة إلى
وطنهم، والمصرين عليه،
والمستعدين للتضحية من أجله؛
يبلغ عشرات الألوف من
المواطنين، وأنهم ينتشرون على
أربعة أجيال، ومازالوا مثلهم
مثل جميع الفلسطينيين، يحملون
مفاتيح الدار، ومازال أطفالهم،
مثلهم مثل الفلسطينيين يتحدثون
عن الحي الذي درجوا فيه وغادروه
وهم أبناء خمس أو سبع!!
عشرات الألوف من
المواطنين السوريين ـ يحلمون
شأنهم شأن إخوانهم الفلسطينيين
بقبر يضم الرفات بعد رحلة طويلة
من التشرد والعذاب والقهر فرضها
عليهم مَن...
وقد لا تعلم
الدكتورة بثينة، ولا المنظمات
الدولية المختصة بشؤون
اللاجئين. أن هؤلاء اللاجئين لم
يعترف بهم العالم المدعي
للمدنية حتى اليوم (كلاجئين..)!!
لسبب بسيط هو أنهم يرفضون
عملياً التفريط بحقوق إخوانهم
الفلسطينيين!! إنهم يعتقدون ولا
يستطيع أحد أن يوهن من اعتقادهم
هذا، أنهم ما أخرجوا من ديارهم
إلا لأنهم رفضوا ومازالوا
يرفضون خيار الحكومة السورية
الأخير (الخيار الاستراتيجي
الوحيد). وما جرى منذ الثمانينات
حتى اليوم (في تدمر وحماة وحلب
وجسر الشغور..) كان قصف التمهيد
لمدريد وما نشهده اليوم بعد
مدريد.
حق العودة شعارنا
المستقبلي
هل رمت الدكتورة
بثينة نظرها صوب العراق حيث
تقبع خمس مائة أسرة سورية، أي ما
يقرب من ثلاثة آلاف مواطن سوري
في قتامة الاحتلال. التي تزعم
السلطة السورية أنها رفضته.
في تاريخ
الجاهلية، قال أمثل الرجلين
لصاحبه، وهما يتناجيان بحق
مهاجري الحبشة:
ـ مه يا عمرو إن
لهم رحماً..
وبينما لا يزال
اللاجؤون السوريون يعانون في
مجاهل الشتات كانت الدكتورة
بثينة ومازالت منهمكة في
التنقيب عن أفراد من يهود سورية
غادروها كرهاً لها!! في حين لم
يهتم رئيس الجمهورية بشأن (مواطنيه!!)
في العراق إلا برفاق والده من
البعثيين!!
حق العودة
الكريمة الآمنة، لن يكون بعد
اليوم شعاراً خاصاً
بالفلسطينيين. بل يجب أن يتحول
إلى مطلب حيوي لكل لاجئ سوري
حرمه الظلم والبغي من العودة
الكريمة إلى وطنه.
*
مدير مركز الشرق العربي
24
/ 02 / 2005
|