الشاعر
الأندلسي
يحيى
الغزال
زهير
سالم*
تصرفات أعضاء مجلس
الشعب السوري أثناء إلقاء رئيس
الجمهورية خطابه مساء 5/3/2005
تذكرنا الشاعر الأندلسي البهي
يحيى الغزال..
ذلك أن مجلساً مثل
مجلسنا يؤكد لك أن أعضاءه لا
يعلمون لأنفسهم مهمة غير
التصفيق والتمجيد. قال الرئيس:
سننسحب من لبنان، فصفق القوم،
ولو قال: لن ننسحب من لبنان،
لصفقوا أيضاً. ذلك أن... الرجال
لا يعلمون أنهم في مقام
المستشار، وأن المستشار مهمته
التسديد وليس التصفيق..
يحيى الغزال هذا،
كان شاعراً، وسياسياً،
ومستشاراً، وسفيراً.ولكنه قبل
كل ذلك كان رجلاً. عرض الأمير
الأموي (عبد الرحمن ) على جلسائه
يوماً أمراً يستشيرهم فيه ،
فهزوا الرؤوس وطامنوها مؤيدين
رأي الامير مؤكدين وجاهته
مبرزين أطراف الحسن فيه!!
وحين دار الدور إلى
يحيى، قال: يا سيدي الرأي خلاف
ما ذهبت إليه، فنصح ووضح. فنخر
القوم كما نخر بطارقة هرقل يوم
دعاهم إلى قبول دعوة الإسلام.
وعبس الأمير وبسر!! فجمع يحيى
الرجل عليه ثيابه، وخرج من مجلس
الأمير إلى بيته ينتظر العقوبة.
وما هي إلا أيام..
حتى جاءه رسول الأمير. ولما مثل
بين يديه قال له
الأمير العاقل الرزين: يا
يحيى تأملنا رأيك فوجدنا فيه
النصح لنا، والخوف على دولتنا.
فتبارى عبيد الخصب يمتدحون رأي
يحيى وموقفه..
فتبسم يحيى وقال
للأمير: يا مولاي لا يغرنك كلام
هؤلاء، (فهؤلاء كلاب من غلب
وعبيد من أخصب). فكانت كلمة في
التاريخ أوفى من قصيدة تذكرك
بعبيد الخصب حيثما كانوا تراهم
فتعرفهم بسيماهم.
*
مدير مركز الشرق العربي
07
/ 03 / 2005
|