سورية
من
يفرض أولويات الأجندة ؟
زهير سالم*
مسلسل
الاستحقاقات الأمريكية على
النظام السوري لا متناهية. الآن
وقد طوي الملف اللبناني أو كاد،
يتساءل المتابعون عن الملف
القادم الذي ستفرضه الإرادة
الأمريكية على سورية. يبدو أن
ملف (المواطن السوري) أو (الإصلاح
الداخلي) بأبعاده، ليس له
أولوية على الأجندة الأمريكية،
ولا على الأجندة الرسمية
السورية.
كان
واضحاً في خطاب الرئيس بشار
الأسد أنه غير مهتم بالشأن
الداخلي. وعندما اضطرته
التناثرات الإعلامية التي سبقت
إلى الإشارة إلى الموضوع اقتصر
في ذيل خطابه ـ حيث موقع الشعب
السوري في سلم أولوياته ـ إلى
إحالة الوعد إلى المؤتمر
القطري، أي تعليق الإصلاح على
المشمش أو الكمون.
الطروحات
الأمريكية لا تهتم كثيراً ولا
قليلاً بالشأن الداخلي السوري،
ولا حتى بالشأن اللبناني. الدرس
الذي يجب أن تستفيده المعارضة
السورية هو أن اللبنانيين هم
الذين فرضوا قضيتهم على الساحة
الدولية والإقليمية، وجعلوا من
التجديد للرئيس لحود، أولاً،
ومن اغتيال الرئيس الحريري
ثانياً مدخلاً لتسخين مطالبهم،
وتغيير واقعهم.
الطروحات
الأمريكية على سورية لم تقارب
حتى الآن ملفات الديموقراطية
ولا حتى حقوق الإنسان، وللإدارة
الأمريكية أسبابها. وستكون هذه
الإدارة في المرحلة التالية
معنية بفرض ما يخدمها مما يتعلق
بضمان أمن الاحتلال في العراق
أو أمن الصهاينة في فلسطين.
وستنشغل
القيادة السورية، دون شك، خلال
ذلك في التعامل مع متطلبات
الإدارة الأمريكية. وسيكون على
ملف الإصلاح الداخلي بأبعاده:
الإنسانية والسياسية
والاجتماعية والاقتصادية أن
ينتظر.
وستحفى
أقدام النخب العربية،
والمؤتمرات العربية رائحة
غادية إلى دمشق لدعم صمودهاكما
دعمت صمود بغداد من قبل!!
وسيظل
مشروع الإصلاح الداخلي مؤجلاً،
فلقد أثبتت المعارضة السورية في
الداخل والخارج أنها لا تمل
التكرار والانتظار.
إن
التقاط معطيات اللحظة والتعامل
معها بهمة عالية وعقل مفتوح، هو
المطلوب الأول لكي يأخذ ملف
المواطن السوري المسحوق
أولويته على أجندة الجميع. فهل
تفرض المعارضة السورية ملفها
كما فعلت المعارضة اللبنانية؟!
المواطن
السوري المسحوق المسلوب
المغيب، ينتظر فعل القيادات
السياسية والمدنية، ولاتزال
الشمس تزاور عن هذه القيادات
ذات اليمين وذات الشمال.
ماذا
تفعل المعارضة السورية؟!
يقول الإمام الغزالي إن
الانجاز مرتبط: بالمعرفة ـ
والإرادة ـ والقدرة ـ والحاجة. ولا ندري أي عناصر
المعادلة هذه قد أفلت من بين يدي
هذه المعارضة.
*
مدير مركز الشرق العربي
17
/ 03 / 2005
|