الإدارة
الأمريكية التي جعلت الدم
خبزنا
اليومي
دم
وقتل.. على الأرض الإسلامية يمتد
الشريط طولاً وعرضاً، وعمقاً، و(عمقاً)
هذه تعني أن مراجل الغضب تتوسع
وتزداد احتقاناً يوماً بعد يوم،
والسياسات الحمقاء التي ولدت
هذه الحالة من الغضب ومن العنف
تزداد حدة مرشحة المنطقة
لتفجرات أعنف وأشمل.
الأنظمة
العربية الأكثر اعتدالاً، كما
توصف، سبق وأن حذرت وأكدت
التحذيرات مراراً أن التمادي في
سياسات اغتصاب الإرادة، وطمس
الهوية التي اتبعها الرئيس بوش
وإدارته، والتي توجها باحتلال
العراق، وأرخى من خلالها الحبل
لشارون ليمضي في غلوائه قتلاً
للإنسان وهدماً للمنازل
وتجريفاً للأشجار .. الأنظمة
العربية تلك أكدت مراراً أن هذه
السياسات ستدمر المنطقة، وتقضي
على استقرارها، وستحولها إلى
بركان متفجر، ولكن أحداً ممن
يفترض أن يكونوا عقلاء أو حكماء
لم يسمعوا إلى النصائح التي
تتابعت، وكان ما خاف الحكماء
وما خوفوا منه، وها نحن نعيش نذر
الانفجار الكبير.
أمام
هذا الحصاد المر لتلك السياسات
الرعناء، هل يصح أن ننحاز إلى
الجلاد لأنه الأقوى، وندين
الضحية لأنه الأضعف..؟!
الذين
أكدوا لبوش وإدارته، أنه
سيستقبل بالورود إذا احتل
العراق كانوا ثلة من المغامرين
الطامحين، بينما جميع القيادات
العربية دقت جرس الخطر عالياً،
وهذه القيادات اليوم تثبت
مصداقيتها وهي ترى التفجيرات
على الأرض العربية بل في دول
العالم أجمع، تقفز قفز عشواء،
من بلد إلى بلد، ومن مكان إلى
مكان. وعلى هذه الأنظمة أن تنظر
إلى ما يجري من هذه الزاوية، من
زاوية أن هذه الأفعال هي رد
الفعل الطبيعي لسياسات الحمقى
والمغامرين الأقوياء.
وإذا
كان ليس من شأننا أن ندمج بين
المقاومة القاصدة والعنف
الأعمى، إلا أن الذي استدعاهما
كليهما هو الفعل الأول الذي يجب
أن يرفض ويدان، وأن يبادر
العقلاء إلى تغيير نهجهم
وأساليبهم في التعامل مع
المنطقة بشكل عام..
إن
حصاد القتلى اليومي في نشرات
الأخبار على الساحة العربية
والإسلامية، مع كل ما يخلفه من
المرارة والكآبة والألم لبني
الإنسان، يهدد
بنشوء جيل يزن الأمور بنفس
موازين الحمقى الذين يقودون هذه
السياسات الرعناء.
17
/ 6 / 2004
|